هنا ، وفي الزخرف بفتح اللام والواو ويأتي الخلاف في نوح. وقرأ الأعمش وطلحة والكسائي وابن أبي ليلى وابن عيسى الأصبهاني بضم الواو وإسكان اللام ، فعلى قراءة الجمهور يكون المعنى على الجنس لا ملحوظا فيه الإفراد وإن كان مفرد اللفظ ، وعلى هذه القراءة فقيل هو جمع كأسد وأسد ، واحتج قائل ذلك بقول الشاعر :
ولقد رأيت معاشرا |
|
قد ثمروا مالا وولدا |
وقيل : هو مرادف للولد بالفتحتين واحتجوا بقوله :
فليت فلانا كان في بطن أمه |
|
وليت فلانا كان ولد حمار |
وقرأ عبد الله ويحيى بن يعمر بكسر الواو وسكون اللام والهمزة في اطلع للاستفهام ، ولذلك عادلتها (أَمِ). وقرىء بكسر الهمزة في الابتداء وحذفها في الوصل على تقدير حذف همزة الاستفهام لدلالة (أَمِ) عليها كقوله :
بسبع رمين الجمر أم بثمان
يريد أبسبع ، وجاء التركيب في أرأيت على الوضع الذي ذكره سيبويه من أنها تتعدى لواحد تنصبه ، ويكون الثاني استفهاما فأطلع وما بعده في موضع المفعول الثاني لأرأيت ، وما جاء من تركيب أرأيت بمعنى أخبرني على خلاف هذا في الظاهر ينبغي أن يرد إلى هذا بالتأويل.
قال الزمخشري : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) من قولهم : أطلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه واطلع الثنية. قال جرير :
لاقيت مطلع الجبال وعورا
وتقول : مر مطلعا لذلك الأمر أي عاليا له مالكا له ، ولاختيار هذه الكلمة شأن تقول : أو قد بلغ من عظمة شأنه أن ارتقى إلى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار ، والمعنى أن ما ادعى أن يؤتاه وتألى عليه لا يتوصل إليه إلّا بأحد هذين الطريقين ، إما علم الغيب ، وإما عهد من عالم الغيب فبأيهما توصل إلى ذلك.
والعهد. قيل كلمة الشهادة. وقال قتادة : هل له عمل صالح قدمه فهو يرجو بذلك ما يقول. وعن الكلبي : هل عهد الله إليه أن يؤتيه ذلك. و (كَلَّا) ردع وتنبيه على الخطأ الذي هو مخطئ فيما تصوره لنفسه ويتمناه فليرتدع عنه. وقرأ أبو نهيك (كَلَّا) بالتنوين فيهما