عليه وسلّم ـ في صورة رجل ، فقال : يا محمد! ما الإيمان؟ قال :
«الإيمان : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والقدر خيره وشرّه من الله. قال : صدقت ، قال : فتعجبوا من تصديقه النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال :
فأخبرني ما الإسلام؟ قال : «الإسلام : أن تقيم الصّلاة ، وتؤتي الزّكاة ، وتحّج البيت ، وتصوم رمضان». قال : صدقت.
قال : فأخبرني ما الإحسان؟ قال :
«الإحسان : أن تعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فهو يراك». قال : صدقت ، قال : فأخبرني ما السّاعة؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السّائل ، ولكن لها علامات وأمارات ، فإذا رأيت رعاء (١) البهم يتطاولون في البنيان. خمس من الغيب لا يعلمهنّ إلّا الله ، وتلا هذه الآية : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)(٢) إلى آخر الآية.
ثم ولّى الرجل ، فقال النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «عليّ به» ، فطلب ، فلم يوجد ، فقال : «هذا جبريل أتاكم يعلّمكم معالم دينكم ، ما أتاني في صورة إلّا عرفتها إلّا هذه».
* * *
__________________
(١) جمع راعي ، ويجمع أيضا على رعاة. قال الخطّابي :
يريد العرب الذين هم أرباب الإبل ورعاتها ، أي : يتسع الإسلام ، ويفتتح هؤلاء البلاد ، ويسكنونها ، ويتطاولون في البنيان بعد أن كانوا أهل النجع ، لا تستقر بهم دار.
كذا في «شرح السنة» (١ / ١١٠).
(٢) سورة لقمان ، الآية : ٣٤.