«لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامّة» ، فقال رجل : يا رسول الله : إنّه ليكون بالبعير النقبة من الجرب في مشفره ، أو ذنبه ، فيكون في الإبل العظيم ، فيعيها لما تحطم من عند آخرها ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «فمن أعدى الأوّل؟ خلق الله لك دابّة وكتب أجلها ورزقها ومصيبتها لا يعدي شيء شيئا».
* * *
__________________
ـ تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر ، وقيل : إن أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر ، فأبطل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذلك.
ومعنى قوله : «لا عدوى» : يريد أنّ شيئا لا يعدي شيئا بطبعه ، إنّما هو بتقدير الله عزوجل ، وسابق قضائه.
وقوله : لا طيرة : الطيرة : معناها التشاؤم ، يقال : تطير الرّجل طيرة ، وأخذت الطيرة من اسم الطير ، وذلك أن العرب كانت تتطير ببروج الطير وسنومها ، فيصدهم ذلك عمّا يمّموه من مقاصدهم ، وقوله : «ولا هامة» : وذلك أن العرب كانت تقول : إن عظام الموتى تصير هامة ، فتطير ، فيقولون : لا يدفن ميت إلّا ويخرج من قبره هامة ، وكانوا يسمون ذلك الصدى ، ومن ذلك تطير العامة بصوت الهامة.
انظر «شرح السنة» (١٢ / ١٦٩ و ١٧٠ و ١٧١) للبغوي. وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» (٢ / ٣٢٧) ، وأبو عبيد في «غريب الحديث» (ق ٥٦ / ١) بإسناد صحيح قريبا من لفظ المؤلف ، وانظر «الصحيحة» (٣ / ١٤٣) للشيخ الألباني.