ما كان خلق أبغض إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من الكذب ، وما اطلع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على أحد منه فيه شيء ، فيتخلّى له عن صدره حتى يعلم أنّه قد تاب منه.
وكان أديبا شاعرا أنشدنا الحكم لنفسه :
منحتكم يا أهل ودّي نصيحتي |
|
وإنّي بها في العالمين لمشتهر |
وأظهرت قول الحقّ والسّنّة الّتي |
|
عن المصطفى قد صحّ عندي بها الخبر |
ألا إنّ خير النّاس بعد محمّد |
|
عليهالسلام بالعشيّ وبالبكر |
أبو بكر الصّديق لله درّه |
|
على رغم من عادى ، ومن بعده عمر |
وبعدهما عثمان ثمّت بعده |
|
أبو الحسن المرضيّ من أفضل البشر |
أولئك أعلام الهدى ورؤوسه |
|
وأفضل من في الأرض يمشي على العفر (١) |
وحبّهم فرض على كلّ مسلم |
|
وحبّهم فخر الفخور إذا افتخر |
وحبّ الأولى قد هاجروا ، ثمّ جاهدوا |
|
ففرض ومن آوى النّبي ، ومن نصر |
وأشهد أنّ الله لا ربّ غيره |
|
له الفضل والنّعماء والحمد والشّكر |
سيبدوا لنا يوم القيامة بارزا |
|
فنبصره جهرا كما نبصر القمر |
وإنّ كلام الله ليس بمحدث |
|
ومن قال : مخلوق فبالله قد كفر |
أدين بقول الهاشميّ محمّد |
|
وما بمقال الجهم دنت ولا القدر |
ولا الرّفض والإرجاء ديني وإنني |
|
لبان على التّنزيل ، ثمّ على الأثر |
فديني دين قيّم قد عرفته |
|
أبوح به إن ملحد دينه ستر |
بهذا أرجو من إلهي عفوه |
|
وأرجو بهذا الفوز يا ربّ من سقر |
أجرني يا رحمن إنّك سيّدي |
|
وجارك في أمن ، وفي أعظم الخير |
__________________
(١) أي : على التراب.