لله ذي الإحسان والجليل* وهو يعدّ نفسه ظلّاما * مضيعا مفرطا غشّاما
وقد يراه الخوف والسدما * بر رفيق واصل وصول * ليّن رحيم باذل بذول
بالفقراء رؤف رحيم *ولليتامى والد شفيق* جليسه المسكين والضّعيف
والخامل الذّكر أو العسيف * سواء الغني والفقير* في ذاته والعبد والأمير
يلقى المسكين بوجه حسن *وبالتّحيات وبالتّحنّن* هذا التّقيّ يا صاحب الإسناد
ما قادك العلم إلى السّداد* تقول هذا زيف وهذا أعرج * ما شابك التّقوى ولا التّحرّج
ولا هكذا لفظ التّقيّ الخائف * أم هكذا كتبت في الصّحائف* هل قال هذا مالك ومعمر؟
أو قال سفيان كذا ومسعر* أو شيخنا المبرد اليماني * على الرّويّ في آخر الزّمان؟
أعني أبا بكر أخا الإسلام* أعاذه الله من الأنام* وصانه عن دنس المعاصي
حتى يوافي عرضه العراض* مع النبيّ المصطفى المؤيّد* إلى جنّة الفردوس مع محمّد
كما أتانا بأصول العلم * من فقه بورع وفهم * صدق لفظ يا له من لفظ
زيّنه الله بحسن الحفظ* اللؤلؤ المنظوم في نظامه * أو رطب أينع في أكمامه
فالطف شبابا فارقوا الأحبابا * فارقوا الإخوان والأصحابا *ولطف الأهلين والسرورا
فزدهم لطفا إلى ألطافكا *واعقل عن الأعداد في حسابك* لا عدّد الله عليك السيئة
فاصبر لنا حتّى يكمّلها مائة * فعندها القلوب تطمئنّ * ويذهب الشّوق ولا يحنّ
وتنجلي الهموم والأحزان * ووحشة الغربة والهوان * والصّبر والنّيّة فيها زين
وبعد زين قد تقرّ العين * زيّنك الله أبا بكر* كما توّجك الله بتاج العلماء
قال : فتفرس في وجهه ، وقال : أيّها الشيخ. ما عددت عليك حديثا قطّ. قال : فكتب عنه سبعة آلاف حديث وسبع مائة ، فقال هشام :
لولا علي بن بشر ما سمعنا من عبد الرّزاق هذا كلّه.
(٨٢٩) حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن بشر ، قال : ثنا لوين (١) ، قال : ثنا شريك (٢) ، عن جابر (٣) ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : لم يكتب الأضحى علينا. من شاء ضحّى.
__________________
(١) هو محمد بن سليمان المصيصي تقدم.
(٢) هو القاضي.
(٣) هو ابن يزيد الجعفي. ـ