أصلها ثابت وفرعها فى السماء ، مشيّد أركان الشّريعة المصطفويّة والطّريقة المرتضويّة ، ومجدّد قواعد الملّة الجليلة الاثنا عشريّة ، أحيى شعائر الشّرع المبين بعد اندراسها ، وأعلى معالم الدّين المبين غبّ انطماسها ، لم يظفر الدّوران بمثله من ذريّة خير البشر ، ولم تكتحل عين الزّمان بشبهه بعد الائمة الاثنا عشر. احمرّت الشّمس خجلة من غرّته الغرّاء ، فتلألأ عنها الانوار ، وغرق السّحاب فى عرق الحياء من راحته السّمحاء ، فتقاطر منه أقطار الأمطار.
له همم ، لا منتهى لكبارها |
|
وهمّته الصغرى أجلّ من الدّهر |
له راحة لو أنّ معشار جودها |
|
على البرّ كان البرّ أندى من البحر |
خلف الائمّة المعصومين ، وخليفة الله فى الأرضين ، ملجأ الفرقة النّاجية ، ومرجع الشّيعة الرّاجية ، تراهم فى ظلّ حمايته يتنعّمون فى عيشة راضية فى جنّة عالية ، ناصر بلاد الايمان وناشر آثار العدل والاحسان ، واسطة العيش لاهل الدّوران ، ومقدّمة الجيش لصاحب الزّمان ، المؤيّد من عند الله العلىّ القوىّ المنّان ، أبو المظفّر شاه طهماسب الحسينىّ الموسوى الصّفوىّ ، بهادر خان ، خلّد الله تعالى ظلال خلافته ومعدلته على العالمين ، وجعله من أنصار الدّين بحضرة صاحب الأمر وتحت لوائه من الشّاهدين. والمسئول من فضل أمير المؤمنين وعترته الطّيبين الطّاهرين ـ صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ـ سيّما سميّه الامام الثّامن والهمام الضّامن ، الّذي وفّقت باستخراج هذا السّرّ الخفىّ من تحت نقابه أو ان استسعادى بخدمة عتبته وبابه ، أن يقع هذا المعمول فى معرض القبول ، وينتفع به الفحول من أرباب العقول ، فإن وقع من خدّام سدّته السنيّة موقع الرّضاء فهو ببركة العتبة العلميّة لحضرة الرّضاء ، والّا فمن قصور عامله فى الاستحقاق والاسترضاء.
وها أنا أفيض فى شرح المرام مستفيضا من المبدأ الفيّاض العلّام.
فاقول : قال استاد البشر ، العقل الحادى عشر ، العلّامة المعتبر ، الشّيخ جمال الملّة والدّين حسن بن يوسف بن على بن المطهّر ، قدّس الله تعالى روحه الأطهر وضريحه الأنور :