واللب ، والحجر ، بالكسر والضم ، الحرام ، لغتان معروفتان فيه. والحجر : اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام ، قال الإصطخري : الحجر قرية صغيرة قليلة السكان ، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال ، وبها كانت منازل ثمود ، قال الله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) ، قال : ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال ، وتسمى تلك الجبال الأثالث ، وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متّصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها ، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد ترتقى ، كل قطعة منها قائمة بنفسها ، لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة ، وبها بئر ثمود التي قال الله فيها وفي الناقة : (لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) ، قال جميل :
أقول لداعي الحب ، والحجر بيننا |
|
ووادي القرى : لبّيك! لما دعانيا |
فما أحدث النأي المفرّق بيننا |
|
سلوّا ، ولا طول اجتماع تقاليا |
والحجر أيضا : حجر الكعبة ، وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم ، عليه السلام ، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة ، فسمّي حجرا لذلك ، لكن فيه زيادة على ما فيه البيت حدّة ، وفي الحديث : من نحو سبعة أذرع ، وقد كان ابن الزبير أدخله في الكعبة حين بناها فلما هدم الحجّاج بناءه صرفه عما كان عليه في الجاهلية ، وفي الحجر قبر هاجر أم إسماعيل ، عليه السلام. والحجر أيضا ، قال عرام بن الأصبغ وهو يذكر نواحي المدينة فذكر الرّحضيّة ثم قال : وحذاءها قرية يقال لها الحجر وبها عيون وآبار لبني سليم خاصّة وحذاءها جبل ليس بالشامخ يقال له قنّة الحجر.
حَجْرٌ : بالفتح ، يقال : حجرت عليه حجرا إذا منعته فهو محجور ، والحجر ، بالكسر ، بمعنى واحد.
وحجر : هي مدينة اليمامة وأم قراها ، وبها ينزل الوالي ، وهي شركة إلا أن الأصل لحنيفة ، وهي بمنزلة البصرة والكوفة ، لكل قوم منها خطّة إلا أن العدد فيه لبني عبيد من بني حنيفة ، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى : خرجت بنو حنيفة بن لجيم ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل يتبعون الريف ويرتادون الكلأ حتى قاربوا اليمامة على السّمت الذي كانت عبد القيس سلكته لما قدمت البحرين ، فخرج عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة منتجعا بأهله وماله يتبع مواقع القطر حتى هجم على اليمامة فنزل موضعا يقال له قارات الحبل ، وهو من حجر على يوم وليلة ، فأقام بها أياما ومعه جار من اليمن من سعد العشيرة ثم من بني زبيد ، فخرج راعي عبيد حتى أتى قاع حجر فرأى القصور والنخل وأرضا عرف أن لها شأنا وهي التي كانت لطسم وجديس فبادوا كما يذكر ، إن شاء الله تعالى ، في اليمامة ، فرجع الراعي حتى أتى عبيدا فقال : والله إني رأيت آطاما طوالا وأشجارا حسانا هذا حملها ، وأتى بالتمر معه مما وجده منتثرا تحت النخل ، فتناول منه عبيد وأكل وقال : هذا والله طعام طيّب! وأصبح فأمر بجزور فنحرت ثم قال لبنيه وغلمانه : اجتزروا حتى آتيكم ، وركب فرسه وأردف الغلام خلفه وأخذ رمحه حتى أتى حجرا فلما رآها لم يحل عنها وعرف أنها أرض لها شأن فوضع رمحه في الأرض ثم دفع الفرس واحتجر ثلاثين قصرا وثلاثين حديقة وسماها حجرا وكانت تسمى اليمامة ، فقال في ذلك :
حللنا بدار كان فيها أنيسها ، |
|
فبادوا وخلّوا ذات شيد حصونها |