من الملوك ، وهو أول ملوك هذا البيت من آل نصر ، ولذلك يقول ابن رومانس الكلبي وهو أخو النعمان لأمه أمهما رومانس :
ما فلاحي بعد الألى عمروا ال |
|
حيرة ما ان أرى لهم من باق |
ولهم كان كل من ضرب العي |
|
ر بنجد إلى تخوم العراق |
فأقام ملكا مدة ثم مات عن مائة وعشرين سنة مطاع الأمر نافذ الحكم لا يدين لملوك الطوائف ولا يدينون له ، إلى أن قدم أردشير بن بابك يريد الاستبداد بالملك وقهر ملوك الطوائف فكره كثير من تنوخ المقام بالعراق وأن يدينوا لأردشير فلحقوا بالشام وانضموا إلى من هناك من قضاعة ، وجعل كل من أحدث من العرب حدثا خرج إلى ريف العراق ونزل الحيرة ، فصار ذلك على أكثرهم هجنة ، فأهل الحيرة ثلاثة أصناف : فثلث تنوخ ، وهم كانوا أصحاب المظال وبيوت الشعر ينزلون غربي الفرات فيما بين الحيرة والأنبار فما فوقها ، والثلث الثاني العبّاد ، وهم الذين سكنوا الحيرة وابتنوا فيها ، وهم قبائل شتى تعبدوا لملوكها وأقاموا هناك ، وثلث الأحلاف ، وهم الذين لحقوا بأهل الحيرة ونزلوا فيها فمن لم يكن من تنوخ الوبر ولا من العباد دانوا لأردشير ، فكان أول عمارة الحيرة في زمن بخت نصر ثم خربت الحيرة بعد موت بخت نصر وعمرت الأنبار خمسمائة سنة وخمسين سنة ثم عمرت الحيرة في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها مسكنا فعمرت الحيرة خمسمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة إلى أن عمرت الكوفة ونزلها المسلمون.
وينسب إلى الحيرة كعب بن عدي الحيري ، له صحبة ، روى حديثه عمرو بن الحارث عن ناعم بن أجيل بن كعب بن عدي الحيري. والحيرة أيضا : محلة كبيرة مشهورة بنيسابور ، ينسب إليها كثير من المحدثين ، منهم : أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري صاحب حاجب بن أحمد وأبي العباس الأموي ، قال أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني : أما أبو بكر الحيري فقد ذكر سبطه أبو البركات مسعود بن عبد الرحيم بن أبي بكر الحيري أن أجداده كانوا من حيرة الكوفة وجاءوا إلى نيسابور فاستوطنوها ، قال : فعلى هذا يحتمل أن يكونوا توطنوا محلة بنيسابور فنسبت المحلة إليهم كما ينسب بالكوفة والبصرة كل محلة إلى قبيلة نزلوها ، والله أعلم. والحيرة أيضا : قرية بأرض فارس فيما زعموا.
حِيزَانُ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وزاي ، وألف ، ونون ، يجوز أن يكون جمع الحوز ، وهو الشيء يحوزه ويحصله ، نحو رأل ورئلان : وهو بلد فيه شجر وبساتين كثيرة ومياه غزيرة ، وهي قرب إسعرت من ديار بكر ، فيها الشاه بلوط والبندق ، وليس الشاه بلوط في شيء من بلاد العراق والجزيرة والشام إلّا فيها ، وقال نصر : إنّ حيزان ، بفتح الحاء ، من مدن أرمينية قريبة من شروان ، فطول حيزان اثنتان وسبعون درجة وربع ، وعرضها أربع وثلاثون درجة ، من فتوح سلمان بن ربيعة ، ينسب إليها أبو الحسن حمدون بن علي الحيزاني ، روى عن سليم بن أيوب الفقيه الشافعي ، وروى عنه أبو بكر الشاشي الفقيه ، قلت : والصواب الأول.
الحَيْزُ : بالفتح ، والحيز ما انضمّ إلى الدار من مرافقها ، وكل ناحية حيز وحيّز نحو هين وهيّن ، وأصله من الواو : وهو موضع في قول لبيد :