مفاهيم القرآن [ ج ٥ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في مفاهيم القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

معنى البداء الذي تقول به الإمامية ، الذي لو وقف إخواننا أهل السنّة على حقيقته لاعترفوا به من صميم القلب ، ولكن الدعايات الباطلة حالت بينهم وبين الوقوف على ما تتبناه الإمامية في هذا المضمار ، وقد أوضحنا حقيقة الحال في رسالة « البداء من الكتاب والسنّة » (١). ومن أراد الوقوف على واقع الحال فليرجع إليها.

٣. أسئلة ثلاثة حول عصمته

ألف. ما معنى كونه مغاضباً ؟ ومن المغضوب عليه ؟

ب. ماذا يراد من قوله : ( فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) ؟

ج. كيف تجتمع العصمة مع اعترافه بكونه من الظالمين ؟

هذه هي الأسئلة الحسّاسة في قصة يونس عليه‌السلام ، وقد تمسّك بها المخطّئة ، وإليك توضيحها واحداً بعد واحد :

أمّا الأوّل : فقد زعم المخطّئة أنّ معناه أنّه خرج مغاضباً لربِّه من حيث إنّه لم ينزل بقومه العذاب.

ولكنّه تفسير بالرأي ، بل افتراء على الأنبياء ، وسوء ظن بهم ، ولا يغاضب ربَّه إلاّ من كان معادياً له وجاهلاً بحكمه في أفعاله ، ومثل هذا لا يليق بالمؤمن فضلاً عن الأنبياء.

وإنّما كان غضبه على قومه لمقامهم على تكذيبه وإصرارهم على الكفر ويأسه من توبتهم ، فخرج من بينهم (٢).

__________________

(١) مطبوعة منتشرة.

(٢) تنزيه الأنبياء : ١٠٢.