المنُزل قرآن كله ، أي أن تلك الكلمات الدخيلة لا يرون أنها من نفس جنس القرآن حتى يقال إن القرآن في نظرهم حرُف ونقص بسقوطها! ، نعم الباقي هو من القرآن أما ما دمج فيه فليس منه (١) ؛لأن كلمة النتزيل الواردة في الروايات معناها يختلف عما هو معروف بيننا اليوم الذي خُصّ بنزول عين آيات القرآن ، والمقصود من التنزيل في الروايات هو التفسير النازل عن طريق الوحي توضيحا وتبيانا للمراد وشرحا للآيات القرآنية ، فليس التنزيل قرآنا منزلا ، وإنما تفسيرٌ منزل من قِبل الله تعالى ورثه أهل البيت عليهم السلام عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا هو اعتقاد محققي ومراجع الشيعة أن جبريل عليه السلام لم ينزل بالقرآن فقط ، وإنما أنزل تفسيره أيضا ، وهو المسمى في بعض الروايات بالتنزيل (٢) ، فلا يصح الافتراء
__________________
(١) وهذا ما يعتقده الشيعة ، والذي تعمد الأعراب تجاهله كما تعمدوا تجاهل كثير غيره ، وسببه واضح فتأليب الرعاع وإثارة الغوغاء على الشيعة هو غاية المنى وسدرة المنتهى عند الوهابية ، حتى إن بعضا منهم يعكف في لياليه قارئا كتب الروايات عند الشيعة يتصيد ما يحلو له من الروايات ويخترع التهم وينسج العقائد ويحيك الآراء التي لم ينزل ، الله بها من سلطان ، وما أن يبزغ الفجر حتى يرمي الشيعة بكل تخيلاته وسماديره ، وكل دليله هو : (رُوي) ، وهل هذا يكفي؟!والوهابية بعلمهم هذا يخترعون المذاهب والآراء للشيعة ثم يكرون عليها مشنعين مبدعين ، وفي الحقيقة هم لا يبدعون إلاّمخيلتهم وتصوراتهم السقيمة ، وكل هذا استدرار لغضب الهمج والطغمة منهم ، وعلى هذا تمر الأيام!
(٢) وهناك رأي يقول : إن قول الإمام عليه السلام في الرواية (هكذا نزلت) يقصد به أن نزول هذه