السلام ويمنع من فهمه على النحو الصحيح ، ولا ريب أن لهؤلاء المهرجين العذر في إثارة لأتربه ونفضها في وجوه من يحاول فهم مذهب أهل البيت عليهم السلام؛ لأن اثر كلمات أهل البيت عليهم السلام في النفوس الطيبة قوي جداً ، وأقل النور يخرق الظلام وإن كان دامساً ، فما بالك بنور أناس أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وهم أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟!
وغايتهم الأخرى من هذا الكذب المتواصل والافتراء على مدى أكثر من ألف سنة ، هي المنع من نتجية الفهم الصحيح لمذهب أهل البيت عليهم السلام ، فهذا المنع والحرمان ينتج عنه الوقوف دون أي مقايسة حقة ومقارنة صحيحة يقوم بها الناس الطيبون بين ما يدين به أولئك وما يدين به أهل البيت عليهم السلام ، لئلا يظهر فساد المعتقد وفراغ المذهب وعوار الفكر ولكي لا يتضع الأصيل من اللصيق والنور المبين من الضلال القديم وإلا بماذا نسفر قولهم لعوامهم : لا تناقش شيعياً فإنه يسحرك بالكلام! ، (قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (١) (كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (٣) (أَفَسِحْرٌ هَٰذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ) (٣).
__________________
(١) البقرة : ١١٨.
(٢) الذاريات : ٥٢.
(٣) الطور : ١٥.