وقال محمد علي الزعبي : لقد اتفق المسلمون ـ ويجز في قلبي الألم حين أصفهم بالسنة والشيعة بعد أن دعاهم الله مسلمين ورضي لهم الإسلام دينا ـ اتفقوا على عصمة القرآن وحفظه منذ عهد نزوله حتى الآن ، فالسنيون على تعداد مذاهبهم الفقهية المعروفة ، والتي أصبحت في ذمة التاريخ ، والشيعة ،سواء أكانوا إمامية اثني عشرية أو زیدیة أو إسماعيلية : بهرة أم موحدين أم آغاخانية ..... جميعهم ينظرون كتاب الله الموجود بين أيدي الناس معصوما محفوظا كما أنزل ، ويعتقدون أنه هو نفسه الذي أنزله الله لرسوله محمد صلي الله عليه وآله وسلم ووصل الناس دون زيادة أو نقص ، نعم هذا ما اتفق عليه مسلموالعالم في جميع عصورهم وهذا ما سجله مؤلفوهم ومحققوهم ومخلصوهم ، ولو أردنا أن نقول للقارئ راجع كتاب كذا وصفحة كذا لأذهبنا سجلا بأسماء الكتب (١).
وقال البهنساوي: إن الشيعة الجعفرية الاثني عشرية يرون كفر من حرف القرآن الذي أجمعت عليه الأمة منذ صدر الإسلام ... وإن المصحف الموجود بين أهل السنة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة ، وأنه لا يوجد منهم في عصرنا من يقول بما جاء في بعض كتبهم القديمة عن مصحف فاطمة ، بل يقولون : إن هذه الروايات غير صحيحة مردودة ، كما أن
__________________
وقد ذكرنا ذلك في المقدمة.
(١) لا سنة ولا شيعة :٢٣٩.