٥ ـ إنكار ابن سيرين على قراءة الحسن البصري :
وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه سئل : كيف تقرأ هذه الآية (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِم) (١) أو (فرغ عن قلوبهم) قال (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِم) (٢) قال : فان الحسن يقول برأيه أشياء أهاب أن أقولها. (٣)
ولا مجال للاعتراض على قراءة الحسن البصري إن كان للأحرف السبعة وجود.
وأما لو تغاضينا عن الأدلة المتوافرة في تحديد معنى الأحرف السبعة وسايرنا بعض نفر من علمائهم بأن معنى الأحرف السبعة هي الوجوه المحتملة للفظ باختلاف القراءات (٤) فإن هذا الوجه لا ينسجم وفعل
__________________
(١) سبأ : ٢٣.
(٢) سبأ : ٢٣.
(٣) الدر المنثور ٥ : ٢٣٧.
(٤) هذا المعنى للأحرف وإن كان مخالفا لروايات الصحيحين وغيرهما فقد ذهب له ابن قتيبة والرازي وبعض من المتأخرين ، قال ابن قتيبة (وإن المراد بالأحرف السبعة ، الأوجه التي يقع بها التغاير : (فأولها)ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته ، مثل ((ولا يضار كاتب)) بفتح الراء وضمها. (وثانيها) ما يتغير بالفعل مثل ((بعد وباعد)) بلفظ الطلب والماضي. و (ثالثها) ما يتغير باللفظ مثل ((ننشرها وننشزها)) بالراء المهملة والزاي المعجمة. (ورابعها) ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل ((طلح منضود وطلع منضود)). (وخامسها) ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل ((جاءت سكرة الموت بالحق ، وجاءت سكرة الحق بالموت)). (وسادسها) ما يتغير