أحرف على أقسام الخطاب وأنواع البيان ، وهي سبعة على وحدتها في الدعوة إلى الله وإلى صراطه المستقيم ، ويمكن أن يستفاد من هذه الروايات حصر أصول المعارف الإلهية في الأمثال ، فإن بقية السبعة لا تلائمها إلا بنوع من العناية على ما لا يخفى. (١)
قال السيد الخوئي رحمه الله في البيان : إن جميع ما ذكرلها ـ الأحرف السبعة ـ من معاني أجنبي عن مورد الروايات ... وعلى هذا فلا بد من طرح الروايات ، لأن الاتزام بمفادها غير ممكن. والدليل على ذلك :
أولا : إن هذا إنما يتم في بعض معاني القرآن التي يمكن أن يعبر عنها بألفاظ سبعة متقاربة. ومن الضروري أن أكثر القرآن لا يتم فيه ذلك ، فكيف تتصور هذه الحروف السبعة التي نزل بها القرآن؟
ثانيا : إن المراد من هذا الوجه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد جوز تبديل كلمات القرآن الموجودة بكلمات أخرى تقاربها في المعنى ـ وشهد لهذا بعض الروايات المتقدمة ـ فهذا الاحتمال يوجب هدم أساس القرآن ، المعجزة الأبدية ، والحجة على جميع البشر ، ولا يشك عاقل في أن ذلك يقتضي هجر القرآن المنزل وعدم الاعتناء بشأنه. وهل يتوهم عاقل ترخيص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقرأ قارئ (يس والذكر العظيم ، وانك لمن
__________________
(١) الميزان ٣ : ٧٤ ، لا يخفى أن معنى الأحرف السبعة هنا غير المعنى الذي قال به أهل السنة ويرفضه علماء الشيعة الإمامية وهو جواز تلاعب القارئ في مفردات القرآن حسب ما يشتهيه القارئ على أن يختم آية الرحمة بالعذاب وبالعكس.