الصحابة وابتداعهم في القرآن بهذه الوجوه ، وفي الوجه الرابع يكشف القناع وتفيح رائحة التحميل لأن هذا الوجه ليس له إلا مصداق واحد فاخترعه ليؤول ما روي في كتبهم من أن الإمام علي عليه السلام أنكر نص هذه الآية من المصحف وقد أخرجها الطبري في تفسيره :
قرأ رجل عند علي ـ عليه السلام ـ : (وَطَلْحٍ مَنْضُود) (١) فقال : ما شأن الطلح؟! إنما هو طلع. ثم قرأ ـ عليه السلام ـ : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضيد) (٢) أو قرأ (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضيم) (٣) فقيل له : ألا نحولها؟ فقال : إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول (٤) ، فكان اختراع هذا الوجه لتفادي هذه المزلقة اليتيمة الوحيدة!
والوجه الخامس : من عجائب الأمور وأفضح من سابقه لأنه اخترع حتى لا ينسب الهجر والهذيان لأبي بكر في آخر حياته وهو على فراش الموت حيث قرأ الآية الكريمة بشكل آخر ، فبدل أن يقول : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيد) (٥) قرأها غلطا (وجاءت سكرة الحق بالموت)!، قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن :
__________________
(١) الواقعة : ٢٩.
(٢) ق: ١٠.
(٣) الشعراء : ١٤٨.
(٤) تفسير الطبري ٢٧ : ١٠٤.
(٥) ق : ١٩.