الله صلى الله عليه [وأله] وسلم؟ فقال عمر : هو الله خير! فلم يزل عمر يراجعني فيه شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد بن ثابت وعمر عنده جالس لايتكلم فقال أبوبكر : إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و [وآله] وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم؟ فقال أبو بكر : هو والله خير! فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال (١) حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيمٌ) (٢) إلى آخرهما ، وكانت الصحف
__________________
(١) وتعليقا على هذه الرواية جاء في تاريخ القرآن الكريم للكردي الخطاط من الهامش ٢١ : (العسب بضم فسكون وبضمتين أيضا جمع عسيب وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض ، واللخاف ـ وهي في رواية باب جمع القرآن ـ بكسر اللام جمع لخفة بفتح فسكون وتجمع أيضا على لخف بضمتين وهي صفائح الحجارة الرقاق والرقاع بالكسر جمع رقعة بالضم وهي القطعة من النسيج أو جلد ، والأقتاب جمع قتب بفتحتين وهو رحل البعير ، ومن هامش ٢٧ : الأدم بضمتين وبفتحتين أضا جمع أديم وهو الجلد المدبوغ ، والأكتاف جمع كتف وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان) ، وراجع فتح الباري للعسقلاني ٩ : ١٦ ، ح ٤٧٠١.
(٢) التوبة : ١٢٨.