وإلى هنا نقول إن المصحف كان مجموعا في آخر زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والشيعة الإمامية لم ينفردوا في إزاحة هذه المنقصة عن مقام النبوة ، بل وافقهم قليل من أهل السنة ، والعبرة بالكيف لا بالكم ، ونختم بما ذكره النديم في الفهرست لما فيه من لم للشتات:
الجماع للقرآن على عهد النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم : علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ، سعد بن عبيد بن نعمان بن عمرو بن زيد رضي الله عنه ، أبو الدرداء عويمر بن زيد رضي الله عنه ، معاذ بن جبل بن أوس رضي الله تعالى عنه ، أبو زيد بن ثابت بن زيد بن النعمان ، أبي بن كعب بن قيس بن مالك بن امرئ القيس ، عبيد بن معاوية بن يزيد بن ثابت بن الضحاك. (١)
أول من جمع قرآنا بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم :
أول من جمع قرآنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو سيد العرب طرا، الإمام علي عليه السلام ، وهذا من الشهرة بمكان لا ينكره إلا مكابر ، وقد وردت نصوصه في كتب الفريقين.
قال ابن سعد في الطبقات : عن أيوب وابن عون عن محمد قال : نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت إمارتي؟ فقال : لا ، ولكنني آليت بيمين أن أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن. قال : فزعموا أنه كتبه على تنزيله. قال محمد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان
__________________
(١) الفهرست للنديم : ٣٠.