لعدم ثبوتها عنده بالتواتر ، قال :
وأيضاً فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل ، واتفقوا على عدم التكفير بذلك ، مثل ما انكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي ، وأنكر بعضهم أن يكون امعراج يقظة ، وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه ولبعضهمم في الخلافة والتفضيل كلام معروف ، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ولعن بعض وإطلاق تكفير بعض أقوال معروفة ، وكان القاضي شريح يذكر قراءة من قرأ (بل عجبتَ) ويقول : إن الله لا يعجب ، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنما شريح شاعر يعجبه علمه ، وكان عبد الله أفقه منه ، فكان يقول (بل عجبتُ) فهذا قد أنكر قراءة ثابتة ، وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنّة ، واتفقت الأمة على أنه إمام من الأئمة ، وكذلك بعض السلف أنكر بعضهم حروف القرآن (١) ، من إنكار بعضهم قوله : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) (٣). وقال (٣) : إنما هي (أولم يتبين الذين آمنوا) ، وأنكر الآخر قراءة قوله : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (٤). وقال (٥) : إنما هي : (ووصى ربك) وبعضهم (٦) كان حذف المعوذتين ، آخر (١) يكتب سورة القنوت.
__________________
(١) وهذا اعتراف صريح منه بإنكار السلف بعض أحرف من القرآن.
(٢) الرعد : ٣١.
(٣) وسيأتي بيان أن هذا المنكر هو حبر الأمة ابن عباس.
(٤) الإسراء : ٢٣.
(٥) قصد الضحاك بن مزاحم ، كما سيأتي بإذنه تعالى.
(٦) قصد عالم القرآن عبد الله بن مسعود ، كما سيأتي بإذنه تعالى.