(وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) كعداوة الرسول وحقده. (وَما يُعْلِنُونَ) كالطعن فيه.
(وَهُوَ اللهُ) المستحق للعبادة. (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا أحد يستحقها إلا هو. (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) لأنه المولي للنعم كلها عاجلها وآجلها يحمده المؤمنون في الآخرة كما حمدوه في الدنيا بقولهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ). (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) ابتهاجا بفضله والتذاذا بحمده. (وَلَهُ الْحُكْمُ) القضاء النافذ في كل شيء. (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بالنشور.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ)(٧١)
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً) دائما من السرد وهو المتابعة والميم مزيدة كميم دلامص. (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) بإسكان الشمس تحت الأرض أو تحريكها حول الأفق الغائر. (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ) كان حقه هل إله فذكر ب (مَنْ) على زعمهم أن غيره آلهة. وعن ابن كثير «بضئاء» بهمزتين. (أَفَلا تَسْمَعُونَ) سماع تدبر واستبصار.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(٧٣)
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) بإسكانها في وسط السماء أو تحريكها على مدار فوق الأفق. (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) استراحة عن متاعب الأشغال ، ولعله لم يصف الضياء بما يقابله لأن الضوء نعمة في ذاته مقصود بنفسه ولا كذلك الليل ، ولأن منافع الضوء أكثر مما يقابله ولذلك قرن به (أَفَلا تَسْمَعُونَ) وبالليل. (أَفَلا تُبْصِرُونَ) لأن استفادة العقل من السمع اكثر من استفادته من البصر.
(وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) في الليل (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) في النهار بأنواع المكاسب. (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ولكي تعرفوا نعمة الله في ذلك فتشكروه عليها.
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)(٧٥)
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) تقريع بعد تقريع للإشعار بأنه لا شيء أجلب لغضب الله من الإشراك به ، أو الأول لتقرير فساد رأيهم والثاني لبيان أنه لم يكن عن سند وإنما كان محض تشه وهوى.
(وَنَزَعْنا) وأخرجنا. (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) وهو نبيهم يشهد عليهم بما كانوا عليه. (فَقُلْنا) للأمم. (هاتُوا بُرْهانَكُمْ) على صحة ما كنتم تدينون به. (فَعَلِمُوا) حينئذ. (أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ) في الألوهية لا يشاركه فيها أحد. (وَضَلَّ عَنْهُمْ) وغاب عنهم غيبة الضائع. (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من الباطل.
(إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (٧٦) وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ