الخامس والسادس : «لدن وريثَ» فإنهما يضافان جوازا إلى الجملة الفعلية التي فعلها متصرف ، ويشترط كونه مثبتاً ، بخلافه مع «آية». فأما «لدن» فهي اسم لمبدأ الغاية ، زمانية كانت أو مكانية ، ومن شواهدها قوله : (١)
٣٥١ ـ لزمنالدن سالمتمونا وفاقكم |
|
فلايك منكم للخلاف جُنوح |
وأما «ريثَ» فهي مصدر «راث» إذا أبطأ ، وعوملت معاملة أسماء الزمان في الإضافة إلى الجملة ، كما عوملت المصادر معاملة أسماء الزمان في التوقيت كقولك : «جئتك صلاة العصر» قال : (٢)
٣٥٢ ـ خليليَّ رِفقاًرَيثَ أقضي لُبانةً |
|
من العَرَصات المذْكرات عهوداً |
وزعم ابن مالك في كافيته وشرحها أن الفعل بعدهما على إضمار «اَن» والأول قوله في التسهيل وشرحه ، وقد يعذر في «ريث» ; لأنها ليست زمانا ، بخلاف «لدن» وقد يجاب بأنها لما كانت لمبدأ الغايات مطلقاً لم تخلص للوقت.
السابع والثامن : «قول وقائل» كقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «من ترك قول لا أدري اُصيبت مَقاتلُه» (٣)
وقوله : (٤)
٣٥٣ ـ وأجبتُ قائل«كيف أنت؟» بـ «صالح» |
|
حتى مَلِلتُ ومَلَّني عُوّادي |
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٣٦ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ٢٨٦ ، لم يسم قائله.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ٢٨٦ ، وفي شرح شواهد المغني «الذاكرات» بدل «المذكرات» ٢ / ٨٣٦ ، لم يسم قائله.
٣ ـ نهج البلاغة : ح ٨٢ / ١١٢٤.
٤ ـ لم يسم قائله ، شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٣٧.