قرى عانات سميت بثلاثة إخوة من قوم عاد خرجوا هرابا فنزلوا تلك الجزائر فسميت بأسمائهم ، وهم : ألوس وسالوس وناووس ، فلما نظرت العرب إليها قالت : كأنها عانات أي قطع من الظباء.
عانِدٌ : بالنون ثم الدال المهملة ، هو الدم الذي لا يرقأ ، يقال : عرق عاند وأصله من عنود الإنسان إذا بغا ، والعنود : كأنه الخلاف والتباعد والترك ، ويوم عاند وجرة : يوم من أيامهم ، وعاند : واد بين مكة والمدينة قبل السقيا بميل ، ويروى عايذ ، بالياء والذال ، والسقيا : بين مكة والمدينة ، قال ربيعة ابن مقروم الضبي :
فدارت رحانا بفرسانهم ، |
|
فعادوا كأن لم يكونوا رميما |
بطعن يجيش له عاند ، |
|
وضرب يفلّق هاما جثوما |
عانِدَينِ : بلفظ تثنية الذي قبله : هو قلّة في جبل إضم ، قال بعضهم :
نظرت ، والعين مبينة التّهم ، |
|
إلى سنا نار وقودها الرّتم |
شبّت بأعلى عاندين من إضم |
عانِقٌ : بالنون ، والقاف ، كأنه منقول من فعل الأمر من معانقة الرجال في الحرب بعضهم بعضا ، ويوم عانق : من أيامهم.
عانَةُ : بالنون ، والعانة : الجماعة من حمر الوحش ، ويجمع عونا وعانات ، وعانة الرجل : منبت الشعر من قبل الرجل ، وعانة : بلد مشهور بين الرّقّة وهيت يعد في أعمال الجزيرة ، وجاء في الشعر عانات كأنه جمع بما حوله ، ونسبت العرب إليه الخمر ، قال بعضهم :
تخيّرها أخو عانات شهرا ، |
|
ورجّى برّها عاما فعاما |
وقال الأعشى :
كأنّ جنيّا من الزنجبي |
|
ل خالط فيها ، وأريا مشورا |
وإسفنط عانة بعد الرّقا |
|
د شكّ الرصاف إليها غديرا |
وهي مشرفة على الفرات قرب حديثة النورة وبها قلعة حصينة ، وقد نسب إليها يعيش بن الجهم العاني ، ويقال له الحدثي أيضا ، يروي عن الحسين بن إدريس ، وإليها حمل القائم بأمر الله في نوبة البساسيري فيه أن يأخذه فيقتله فمانع مهارش عنه إلى أن جاء طغرلبك وقتل البساسيري وأعاد الخليفة إلى داره ، وكانت غيبته عن بغداد سنة كاملة ، وأقيمت الخطبة في غيبته للمصريين ، فعامة بغداد إلى الآن يضربون البساسيري مثلا في تفخيم الأمر ، يقولون : كأنه قد جاء برأس البساسيري ، وإذا كرهوا أمرا من ظلم أو عسف قالوا : الخليفة إذا في عانة حتى يفعل كذا ، وقال محمد بن أحمد الهمذاني : كانت هيت وعانات مضافة إلى طسوج الأنبار ، فلما ملك أنو شروان بلغه أن طوائف من الأعراب يغيرون على ما قرب من السواد إلى البادية فأمر بتجديد سور مدينة تعرف بألوس كان سابور ذو الأكتاف بناها وجعلها مسلحة لحفظ ما قرب من البادية ، وأمر بحفر خندق من هيت يشق طفّ البادية إلى كاظمة مما يلي البصرة وينفذ إلى البحر وبنى عليه المناظر والجواسق ونظمه بالمسالح ليكون ذلك مانعا لأهل البادية عن السواد ، فخرجت هيت وعانات بسبب ذلك السور عن طسوج شاذفيروز لأن عانات كانت قرى مضمومة إلى هيت. وعانة أيضا : بلد بالأردنّ ، عن نصر.