مسجد البصرة ، سمي بذلك لأن عبد الله بن الزبير ابن العوّام ولّى ابنه حمزة البصرة فخرج إلى الأهواز فلما رأى جبلها قال : كأنه قعيقعان ، فلزمه ذلك ، قال أعرابيّ :
لا ترجعنّ إلى الأهواز ثانية |
|
قعيقعان الذي في جانب السوق |
باب القاف والفاء وما يليهما
قَفَا آدَمَ : بالقصر ، وآدم باسم آدم أبي البشر : وهو اسم جبل ، قال مليح الهذلي :
لها بين أعيار إلى البرك مربع |
|
ودار ، ومنها بالقفا متصيّف |
القُفَالُ : موضع في شعر لبيد حيث قال :
ألم تلمم على الدّمن الخوالي |
|
لسلمى بالمذانب فالقفال |
فجنبي صوأر فنعاف قوّ |
|
خوالد ما تحدّث بالزّوال |
تحمّل أهلها ، إلا غرارا |
|
وعزوا بعد أحياء حلال |
القُفَاعَةُ : من نواحي صعدة ثم أرض خولان باليمن يسكنها بنو معمر بن زرارة بن خولان ، بها معدن الذهب.
القُفْسُ : بالضم ثم السكون ، والسين المهملة ، وأكثر ما يتلفّظ به غير أهله بالصاد ، وهو اسم عجميّ ، وهو بالعربية جمع أقفس ، وهو اللئيم مثل أشهل وشهل ، قال الليث : القفس جيل بكرمان في حيالها كالأكراد يقال لهم القفس والبلوص ، قال الراجز يذكره والمشتقّ منه :
وكم قطعنا من عدوّ شرس |
|
زطّ وأكراد وقفس قفس |
قال الرّهني : القفس جبل من جبال كرمان مما يلي البحر وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم ، وولده لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام ثم انتقلوا إلى عبادة النيران فلم يعبدوها أيضا عندهم وفي قدرتهم ، ثم فتحت كرمان على عهد عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، فلم يظهر لأحد منهم من ذلك الزمان إلى هذا الزمان ما يوجب لهم اسم نحلة وعقد ولا اسم ذمة وعهد ، ولم يكن في جبالهم التي هي مأواهم بيت نار ولا فهر يهود ولا بيعة نصارى ولا مصلّى مسلم إلا ما عساه بناه في جبالهم الغزاة لهم ، وأخبرني مخبر أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه ، قال الرّهني : وإني وجدت الرحمة في الإنسان وإن تفاوت أهلها فيها فليس أحد منهم يعرى من شيء منها فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل والنطق اللذين جعلا سببا للأمر والزجر ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي الرحمة ولذلك في هذه الخلة التي كأنها في الإنسان صفة لازمة كالضحك فلم أجد في القفس منها قليلا ولا كثيرا ، فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزا ولو جعلناهم من جنس ما يصاد ويرمى لا من جنس ما يغزى ويدعى ويؤمر وينهى إذا ما كان على ما بان لنا وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح إلى سياسة سائس ولا دعوة داع وهداية هاد ولم يعلق بقلوبهم ما يعلق بقلوب من هو مختار للخير والشر والإيمان والكفر كأن السبع الذي يقتل في الحرم والحلّ وفي السرق والأمن ولا يستبقى للاستصلاح