أن يكون سوادا أو لا ، لعدم فائدة هذه المنفصلة ، فإنّ كلّ عاقل (١) يعرف صدق أحد جزئيها وكذب الآخر ، فبطل كون المراد من التقسيم ما ذكرتموه ، فبقى المراد منه التقسيم بالوجود العام والعدم العام.
قوله : «الوجود إمّا في قسم الثبوت أو لا». (٢)
قلنا : في قسم الثبوت العام.
ولا يلزم التسلسل (٣) ؛ لأنّه إنّما يلزم لو ساوى الوجود المجرّد سائر الأمور الموجودة في أصل الوجود وامتاز بوصف آخر حقيقي ، وليس بل الوجود ممتاز عن سائر الموجودات بقيد عدمي ، وهو أنّ الوجود المجرّد وجود ليس معه مفهوم آخر وسائر الموجودات وجودات يقارنها غيرها ، وإذا كان الامتياز بعدمي فلا تسلسل.
قوله على الثالث : «مورد التقسيم بالوجوب والإمكان نفس حقيقة كلّ شيء».(٤)
قلنا : يبطل بما مرّ في الثاني.
ولا ينتقض بالماهية ؛ لأنّ كون الشيء ماهية (٥) اعتبار عام مشترك ذهني بخلاف أصل الوجود الذي (٦) لا يمكن أن يقال : إنّه مجرّد اعتبار ذهني.
__________________
(١) ق : «فاعل» ، وهو خطأ.
(٢) راجع ص ١٠٩.
(٣) جواب لقوله : «فعلى هذا التقدير يكون هو مساويا لسائر الأمور الثابتة في أصل الثبوت ولا بدّ وأن يكون ممتازا عنها باعتبار آخر فيكون للثبوت ثبوت آخر ويلزم التسلسل».
(٤) راجع ص ١٠٩.
(٥) ق : «ماهيته» ، وهو خطأ.
(٦) ق : «أن».