الأوّل : للحدوث تفسيران (١) : كون الشيء مسبوقا بالعدم ، و (٢) كونه مسبوقا بوجود غيره ، وللقدم مقابلهما إمّا بنفي المسبوقية بالعدم ، أو بنفي المسبوقية بوجود الغير. وأقسام التقدم خمسة (٣) :
القسم الأوّل : التقدم بالعلية ، فإنّ العقل يدرك ترتب وجود ضوء السراج على السراج وإن امتنع تأخر أحدهما عن الآخر في الزمان ، فذلك الترتب المعقول هو التقدم بالعلية. فإن فسرنا الحدوث بالمسبوق بالعدم فالتقدم بالعلية هنا باطل بالاتفاق ؛ لأنّ العدم لا يكون علّة للوجود.
القسم الثاني : التقدم بالطبع ، كتقدم الشرط على المشروط ، مثل تقدّم الواحد
__________________
(١) عرف الباقلاني المحدث تعريفا استفاده من مدلوله اللغوي ، فقال : «المحدث هو الموجود عن عدم ، يدل على ذلك قولهم : حدث بفلان حادث من مرض أو صداع إذا وجد به بعد ان لم يكن ...» ، الباقلاني وآراؤه الكلامية : ٣٢٠.
ويذكر ابن كمونة انّ الحدوث في اصطلاح الجمهور هو : حصول الشيء بعد عدمه في زمان مضى ، وأنّ التقدم ما يقابله. الجديد في الحكمة : ٨٠. راجع أيضا إلهيات النجاة : ٢١٨ (في القديم والحادث) ؛ المباحث المشرقية ١ : ٢٢٧ ؛ المطالب العالية ٤ : ١٣ ؛ نقد المحصل : ١٩٧ ؛ كشف المراد : ٥٧ ؛ أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٥١ ؛ نهاية الاقدام في علم الكلام : ١٨ ؛ شرح المواقف ٤ : ٢ ؛ شرح المقاصد ٢ : ٧.
(٢) نهاية العقول : «أو».
(٣) فإنّها تكاد أن تجتمع على سبيل التشكيك في شيء ، وهو أن يكون للمتقدم ، من حيث هو متقدم ، شيء ليس للمتأخر ، ويكون لا شيء للمتأخر إلّا وهو موجود للمتقدم. الفصل الأوّل من المقالة الرابعة من إلهيات الشفاء
راجع أيضا منطق أرسطو ١ : ٧٠ ـ ٧٦ ؛ الفصل الرابع من المقالة السابعة من مقولات الشفاء ؛ إلهيات النجاة : ٢٢٢ (فصل في المتقدم والمتأخر) ؛ الغزالي ، مقاصد الفلاسفة : ١٨٧ (قسمة رابعة) ؛ المطالب العالية ٤ : ١٣ ؛ كشف المراد : ٥٧ ؛ المباحث المشرقية ١ : ٥٧٠ ؛ كشف الفوائد : ٦٩ ؛ السيوري الحلي ، اللوامع الإلهية : ٢١ ؛ الشهرستاني ، نهاية الاقدام : ٧ ؛ شرح المواقف ٦ : ٢٦٩ ؛ شرح المقاصد ٢ : ٢٠ ؛ كشف الفوائد : ٦٧.