والجوهر لا ضدّ له.
ثمّ اعترضها بأنّ التضاد إن اعتبر فيه التعاقب للمتضادين على موضوع واحد فلا ضدّ للصورة ، وإن لم يعتبر ذلك بل اكتفينا بتعاقبهما على المحلّ كان للصورة النوعية والجسمية أضداد ، فانّ الصورة المائية والنارية أمران وجوديان متعاقبان على محلّ واحد وبينهما غاية الخلاف فيكونان ضدّين.
وأيضا ما منه وما إليه الحركة لا يجب تضادّهما ، بل قد يكونان واحدا كالنقط المفروضة في الحركة الدورية وقد يكونان متساويين كالحركة من نقطة إلى أخرى وبالعكس.
ثمّ إنّ الكم لا تضاد فيه مع أنّ فيه حركة.
ثمّ اعترض الشيخ على هذه المقالة (١) بأن المنيّ يتكون حيوانا يسيرا يسيرا ، وكذا البذر يتكون نباتا على التدريج.
ثمّ أجاب : بأنّ المني إلى أن يتكون تعرض له تكونات أخر تصل ما بينها استحالات في الكم والكيف ، فيكون المني دائما يستحيل يسيرا يسيرا وهو بعد مني لم تنخلع (٢) صورة المنوية عنه إلى أن يبلغ حدا يزول معه قبول الصورة المنوية ويحصل له قبول صورة أخرى نوعية هي العلقة فيخلع تلك الصورة ويلبس هذه دفعة لا على التدريج ، وكذا في تنقلاته من العلقة إلى المضغة ، ومن المضغة إلى العظم. لكن في ظاهر الأمر أنّ هذه التنقلات سلوك واحد من صورة جوهرية إلى صورة أخرى (٣) ، وليس كذلك بل هنا انتقالات دفعية في الصور وتتخللها حركات في الكيف.
__________________
(١) المصدر نفسه ١ : ١٠١.
(٢) في النسخ : «تخلع» ، وما أثبتناه من المصدر.
(٣) ويظن لذلك أنّ في الجوهر حركة. المصدر نفسه.