الشدّة والضعف كان الأسخن قابلا لهما ، فانّها لو بقيت على حد واحد عند تغير متبوعها إلى الاشتداد والتنقص أشعر ذلك باستقلالها بنفسها. ومن هذا يعرف أنّ ما يقال : من أنّ حال الانتقال في الإضافة يكون دفعة ، لا يخلو عن نظر.
وأمّا «متى» فإنّ وجوده للجسم بتوسط الحركة ، فكيف تكون الحركة فيه؟ فإنّ كلّ حركة في «متى» فلو كان فيه حركة لكان لمتى متى آخر ، هذا خلف. (١)
وفي الشفاء : يشبه أن يكون الانتقال فيه واقعا دفعة ، لأنّ الانتقال من سنة إلى سنة ومن شهر إلى شهر يكون دفعة. (٢)
وهما (٣) غير متنافيين ، فانّ الانتقال دفعة والحركة متغايران.
ثمّ قال الشيخ : ويشبه أن يكون حال متى كحال الإضافة في أنّ الانتقال لا يكون فيه ، بل يكون الانتقال الأوّل في كيف أو كم ويكون الزمان لازما لذلك التغير فيعرض بسببه فيه التبدل. (٤)
وهو جيد ، لأنّ متى نسبة الشيء إلى زمانه والنسبة طبيعة غير مستقلة فهي تابعة لمعروضها في التبدل والاستقرار. (٥)
وفيه نظر ، فانّه لا يلزم من قبول المعروض أو عدم القبول للتغير قبول العارض ولا بالعكس.
وكذا القول في الجدة ، فانها مقولة نسبية. (٦)
__________________
(١) طبيعيات النجاة ، فصل في الحركة.
(٢) السماع الطبيعي ، الفصل الثالث من الفن الأوّل : ١٠٣.
(٣) أي الكلامين من الشيخ.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المباحث المشرقية ١ : ٧١١.
(٦) قال الشيخ : «وأمّا مقولة الجدة ، فإنّي إلى هذه الغاية لم أتحققها.» المصدر نفسه : ١٠٦.