الإلزام.
فإنّا نقول : لا شكّ في أنّ حركة الفرس أبطأ من حركة الفلك أضعافا مضاعفة فكان يجب أن لا نحس فيه بسرعة.
ويمكن الجواب بأن يقال : الحس قد يعجز عن إدراك مراتب السرعة وتفاوت الشدّة فجاز أن تحصل حركة هي في غاية السرعة عند الحس ولا يكون في نفس الأمر كذلك كحركة الفرس ويوجد ما هو أسرع منها أضعافا مضاعفة ويقصر الحس عن إدراك التفاوت بينهما ، لأنّ السرعة قابلة للشدّة إلى ما لا يتناهى.
الوجه الثاني : أنّا نشاهد أنّ الجسم كلّما كان أثقل كانت حركته إلى أسفل أشدّ وأسرع ، فلو فرضنا جسما بلغ ثقله إلى حيث خلا عن السكنات فإنّ حركته تكون في غاية السرعة بحيث لا يمكن الزيادة عليها ، فإذا فرضنا أنّ ثقله زاد فإن كانت حركته أسرع كانت الأولى أبطأ بالضرورة مع عدم تخلل السكنات فيها ، فلا يكون بطء الحركات لتخلّل السكنات. وإن كانت مساوية لم يكن للثقل الزائد تأثير فيكون الشيء مع غيره كهو لا مع غيره ، هذا خلف.
وفيه نظر ، لأنّ الثقل إنّما تزيد به السرعة لو كان هناك سكنات تعدم أو تقل بواسطة الثقل ، أمّا إذا انتفت السكنات فلا يكون للثقل الزائد أثر البتة ، أو تكون تلك السرعة حصلت بمجموع الأصل والزائد معا.
سلّمنا ، لكن نمنع إمكان وجود تلك الزيادة على تلك السرعة ، لأنّ الشيء لا يكفي في وجوده حصول العلّة الفاعلية بل لا بدّ من إمكانه في نفسه ، وهو ممنوع.
الوجه الثالث : إذا غرزنا خشبة في الأرض والشمس في أفقها الشرقي (١) وقع
__________________
(١) ق : «المشرقي».