مثلا ذاهبة في الماضي وتارة مبتدئة من مثل هذا الوقت من السنة الماضية ذاهبة في الماضي وأطبقت إحداهما على الأخرى في التوهم بأن يجعل المبدءان واحدا وهما في الذهاب إلى الماضي متطابقان (١) ، استحال تساويهما ، وإلّا كان وجود الحوادث (٢)
الواقعة في الزمان الذي بين الآن وبين السنة الماضية وو عدمها واحدا ، واستحال كون المبتدئة من السنة الماضية زائدة على المبتدئة من الآن ؛ لأنّ ما نقص من المتساويين لا يكون زائدا على كلّ واحد منهما.
فإذن يجب أن تكون المبتدئة من السنة الماضية في جانب الماضي أنقص من المبتدئة من الآن في ذلك الجانب ، ولم (٣) يمكن إلّا بانتهائه قبل انتهاء المبتدئة من الآن ، ويكون الأنقص متناهيا ، والزائد عليه بمقدار متناه يكون متناهيا ، فيكون الكلّ متناهيا.
واعترض الخصم عليهم بأنّ هذا التطبيق لا يقع إلّا في الوهم ، وذلك يكون (٤) بشرط ارتسام المتطابقين فيه ، وغير المتناهي لا يرتسم في الوهم. ومن البيّن انّهما لا يحصلان في الوجود معا ، فضلا عن توهم التطبيق بينهما (٥) في الوجود.
فإذن هذا الدليل موقوف على حصول ما لا يحصل لا (٦) في الوهم ولا في
__________________
(١) في المخطوطة : «مطابقان» ، وما أثبتناه من المصدر.
(٢) ق : «حادث» ، وهو خطأ.
(٣) في المصدر : «لا».
(٤) ق : «ويكون ذلك».
(٥) في المصدر : «فيهما».
(٦) ق : «إلّا» ، وهو خطأ.