ثمّ قال الدّانيّ : كتبت من خطّ أبي أحمد بن أبي مسلم المقرئ. وحدّثني عنه صاحبنا قال : قرأت على ابن بويان ، أنّه قرأ على ابن الأشعث ، وأنّه قرأ على أبي نشيط ، عن قالون ، عن نافع. وذلك بجزم الميم من عليهم ، وإليهم ، ولديهم ، وأشباهه في جميع القرآن.
قال الدّانيّ : خافه إبراهيم بن عمر ، عن ابن بويان ، فروى ضمّ الميم في جميع القرآن.
وفي السّبعة لابن مجاهد : نا ابن أبي مهران ، نا أحمد بن قالون ، عن أبيه ، عن نافع ، أنّه كان لا يعيب رفع الميم في نحو (أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) (١) وشبهه.
__________________
= الحمصي ، ويحيى بن أبي بكير ، وطبقتهم. روى عنه ابن ماجة في تفسيره ...».
وقال المؤلّف أيضا في : «سير أعلام النبلاء» ١٢ / ٣٢٤ : «محمد بن هارون الإمام المقرئ المجوّد الحافظ الثقة ، أبو نشيط ، وأبو جعفر ، الربعي المروزي ثم البغدادي الحربي ... وقد وهم أبو عمرو الداني وقال : إن أبا نشيط توفي سنة ثلاث وستين ومائتين ، وإنّما المتوفى في نحو هذه السنة المحدّث محمد بن أحمد بن هارون شيطا ، وأصاب في جعل أبي نشيط المروزي هو البغدادي الربعي ، وبعض الناس يفرّق بين الترجمتين وهما واحد ـ هذا الراجح عندي ـ وأنه توفي سنة ثمان وخمسين ، كما قاله تلميذه ابن مخلد ، والله أعلم».
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المؤلّف الذهبي ـ رحمهالله ـ رغم تشكيكه في قول الداني بالجمع بين الاثنين ، ثم تأكيده على ذلك وتصويبه للداني فيما ذهب إليه ، عاد هنا ، وفرّق بين «المروزي المقرئ» و «الربعي البغدادي» بشكل عمليّ ، فأفرد لكلّ منهما ترجمة على حدة ، وكذا فعل الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» حيث أورد صاحب هذه الترجمة على هذا النحو : «محمد بن هارون بن إبراهيم الربعي أبو جعفر البغدادي البزّاز المعروف بأبي نشيط. روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولالي ، وعلي بن عياش الحمصي ، ومحمد بن يوسف الفريابي ...» ، وبعد أن ذكر بقية شيوخه والرواة عنه ، توقف ليدرج في آخر الترجمة ترجمة «المقرئ» فقال : «قلت : أبو نشيط القاري المشهور قرأ على قالون ، قرأ عليه أبو حسان أحمد بن محمد بن أبي الأشعث ، وعلى روايته اعتمد الداني في التيسير ووهم في تاريخ وفاته». (انظر : تهذيب التهذيب ٩ / ٤٩٣ و ٤٩٤ رقم ٨٠٨) ثم أكد ابن حجر أنهما اثنان ففرّق بينهما ، فجعل «الربعي البغدادي» برقم (٧٧٥) ، وجعل «المقرئ» برقم (٧٧٦) ، وكذلك في «تقريب التهذيب ٢ / ٢١٣ و ٢١٤».
والّذي يجعل النفس تميل إلى أنهما اثنان ، هو عدم الإشارة إلى «المروزي المقرئ» في كلّ من : الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، والثقات لابن حبّان ، وتاريخ بغداد للخطيب ، والمنتظم لابن الجوزي ، وتهذيب الكمال للمزّي ، وذيل الكاشف للعراقي ، وخلاصة التذهيب للخزرجي ، فلتراجع.
(١) سورة البقرة ، الآية ٦.