والكافر : اسم عامّ لمن كفر نعمة المنعم بالعصيان له سواء كان ذلك العصيان هو الجحد أو غيره.
وأمّا معاملة النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم لأهل الكبائر معاملة المسلمين في أحكام مخصوصة فهي بمعزل عن إجراء الأسماء عليهم إذ لو كانت تلك المعاملة توجب لهم أسماء المسلمين لوجب أن يسمّوا مؤمنين وهو باطل.
وأما قول علي عليهالسلام وقد سئل عن الخوارج أكفار هم (فقال من الكفر فرّوا) فمراده : أنهم فرّوا من عصيان الله بزعمهم مع أنهم عاصون لله قطعا فلا يلزم من ذلك أن لا يسمّوا كفارا بل هم كفار نعمة ومعاملتهم بخلاف معاملة كفار الجحود ، وبين الكفرين فرق أوضحته معاملة النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ عليهالسلام والإجماع.
ويدل عليه تمام الخبر أيضا وهو قوله عليهالسلام من الكفر (فرّوا وفيه وقعوا).
وأما الاحتجاج بإجماع الصحابة على أن المنافق من أبطن الكفر وأظهر الإسلام فهو مسلّم ، فهل أجمعوا على أن غيره لا يسمّى منافقا والمعلوم أنه لم يحدث المنع من تسمية مرتكب الكبيرة منافقا إلّا واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد ومن تبعهما من وقت المراجعة التي وقعت بينهما وبين الحسن البصري.
وممّا احتجّ به الناصر عليهالسلام في ذلك من السّنة : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «أكثر منافقي أمّتي قرّاؤها».
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلّى وصام وحجّ واعتمر وزعم أنه مسلم : من إذا حدّث كذب وإذا ائتمن خان ، وإذا وعد أخلف ، ذئب بالليل وذئب بالنهار» وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أربع من كنّ فيه فهو منافق ومن كان فيه خصلة منها ففيه خصلة من النفاق حتى يتوب أو يدعها : من إذا حدّث كذب ، وإذا ائتمن