الشرعية وهم الذين يقولون : إن فعل المحرم العقلي كفر لا الشرعي فمن ترك الواجب الشرعي عندهم فهو مؤمن إذ ليس من الإيمان فعلا أو تركا ، ومن فعل المحرم العقلي فليس بمؤمن إذ تركه عندهم من الإيمان ، وهذا قول النجدات منهم.
ولعل هذا مراده عليهالسلام بقوله «لا فاعل أي كبيرة» أي فاعل أي محرم عقلي فإنه لا يسمّى مؤمنا كما مرّ ذكره ، وهذا هو الذي رواه عنهم الإمام المهدي عليهالسلام والنجري وغيرهما وظاهر كلام الإمام عليهالسلام في قوله : تارك الواجب أي واجب عقليا كان أو شرعيا ، وقوله : لا فاعل أي كبيرة على الإطلاق أيضا ولم أقف على ذلك لهم ، ولعله عليهالسلام قد وقف عليه لأن لهم أقوالا كثيرة ضعيفة باطلة نتجت بالخرص والتوهم ووسواس الشيطان.
«لنا ما مرّ» في فصل الإيمان من الحجج الواضحة في معنى الإيمان وعدم الفرق بين الواجب العقلي والشرعي ، وبين الترك المحرم والفعل المحرم.
قال عبد الله «بن العباس و» جعفر «الصادق والقاسم والهادي والناصر» الأطروش «و» الإمام «أحمد بن سليمان عليهمالسلام وقد روي أنه إجماع قدماء العترة عليهم» «السلام والشيعة ويسمّى» مرتكب الكبيرة عمدا الغير المخرجة من الملّة «كافر نعمة» لأنّ الطاعات شكر لله تعالى فمن تركها أو بعضها فقد كفر نعمة الله «خلافا للجمهور» من المعتزلة وغيرهم فإنهم قالوا : لا يسمّى كافر نعمة لأن الطاعات عندهم ليست شكرا والفسق لا ينافي الشكر عندهم.
«قلنا» في الردّ عليهم «هو» أي الكفر «معناه» أي معنى مرتكب الكبيرة أي ارتكاب الكبيرة كفر «عرفا» أي في عرف أهل اللغة لأن الكفر في اللغة الإخلال بالشكر كما سبق ذكره ، ومرتكب الكبيرة مخل بالشكر.
«لأن الطاعات شكر لله» في مقابلة الملك والنعمة «كما مرّ» في كتاب النبوءات.