وأما الفصل الثاني : وهو : أن الفاسق يستحق العقاب دائما فدلالة العقل عليه : أن المقتضي للعقاب هو المقتضي للذمّ وهو فعل المعصية وقد علمنا حسن ذمّ الفاسق دائما.
وأما دلالة الشرع : فهي كثيرة منها : ما قد ذكر من الآيات في الفصل الأول المصرّحة بدوام العقاب والتخليد في النار ، ولم يسمع خلاف ممّن يعتدّ به بل ذلك معلوم من دين النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرورة من غير فرق بين الكافر والفاسق وبعضها يخصّ الفاسق كما بيّنا. ومن السّنة : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «من تحسّى سمّا فهو يتحسّاه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ، ومن تردّى من جبل فهو يتردّى من جبل في النار خالدا مخلدا ، ومن وجأ نفسه بحديدة فحديدته في يده يوجأ بها بطنه في النار خالدا مخلدا».
والمعلوم أن هذه الأفعال إنما تقتضي الفسق. ذكر هذا الإمام المهدي عليهالسلام.
وروى الهادي عليهالسلام بإسناده إلى (١) رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من اقتطع حق مسلم بيمينه حرّم الله عليه الجنة وأوجب له النار.
قيل يا رسول الله : وإن كان شيئا يسيرا؟
قال ـ : وإن كان قضيبا من أراك قال ذلك ثلاث مرات».
وروى البخاري بإسناده إلى أبي هريرة من حديث طويل عن النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه أمر بلالا فنادى في الناس :
أنه لا يدخل الجنة إلّا نفس مسلمة ، وأنّ الله ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر.
وروى البخاري أيضا بإسناده إلى عبد الله بن عمر أنه قال : كان على ثقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجل يقال له : كركرة فمات فقال
__________________
(١) (ب) عن.