لحرصهم على الدنيا «فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم».
«بيان الاستدلال بهذه الآية : أنّ لفظ النبيين فيها عام لكل نبيء» لأنّ اللّام فيه للجنس فلا اختصاص لبعضه دون بعض فهي بمنزلة الإشارة إلى متعيّن ، ولا بعض معهود متعيّن فوجب أن تكون اللّام بمعنى الإشارة إلى ذلك الجنس جملة وإلّا لم تفد التعريف.
«ونبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم سيّدهم» لما سبق تقريره «والكتاب» في قوله تعالى : (وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ) «عامّ» لكل كتاب أنزله الله تعالى ، وإن كان لفظه مفردا بدليل أن الكتب مع الأنبياء عليهمالسلام كثيرة فلكل نبيء في الأغلب كتاب.
«ونظيره» أي نظير الكتاب في إفادته العموم وهو لفظ مفرد قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) فالمراد به كل إنسان «بدليل صحة الاستثناء» وإذا كان الكتاب عامّا لكل كتاب «فالقرآن الكريم واسطة عقدها» أي المعظّم فيها الذي حاله فيها كحال واسطة العقد وهو القلادة من جواهر أو ذهب أو فضة أو غير ذلك لأنّ الواسطة تكون أعظم جوهرا وأكبر قدرا وخطرا من سائر خرز العقد.
وقوله عليهالسلام «الثمين» أي كثير الثمن وهو صفة للعقد ويحتمل أن يكون صفة للواسطة.
وقوله تعالى : (لِيَحْكُمَ) الضمير فيه «عائد إلى الكتاب المفيد للعموم أي لتحكم تلك الكتب بين الناس فيما اختلفوا فيه من الأحكام التي عرفت بالكتب».
وإنّما قلنا إن الأحكام عرفت بالكتب بدليل قوله تعالى : (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ) أي إلّا الذين أوتوا الكتاب الذي فيه (١) بيان الأحكام ، والمراد : اختلفوا في أحكامه.
__________________
(١) (ض) الذي جاء فيه.