ذلك على قولين : منهم من منع من كونها عقابا لهم ، وأجراها مجرى أمراض المؤمنين في جميع ما تقدم. وهذا هو قول الشيخ أبي هاشم (١) ومن تابعه. وذهب الشيخ أبو علي الجبّائي (٢) إلى أنه يجوز أن يكون عقوبة لهم.
وهو قول الأئمة الفضلاء : القاسم بن ابراهيم (٣). والهادي إلى الحق يحيى
__________________
(١) عبد السّلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبّائي نسبة إلى جبّى. ولد سنة ٢٧٧ ه معتزلي متكلم ، وإليه تنسب البهشمية ، توفي سنة ٣٢١ ه. من آثاره : كتاب الجامع الكبير ، وكتاب المسائل العسكرية ، والنقض على أرسطاليس في الكون والفساد والطبائع والنقض على القائلين بها ، والاجتهاد والإنسان ، والجامع الصغير ، والأبواب الصغير ، والأبواب الكبير. ينظر الفهرست لابن النديم ص ٢٤٧. والخطيب في تاريخه ١١ / ٥٥. ومعجم المؤلفين ٢ / ١٥٠. والذهبي في السير ١٥ / ٦٣. والجنداري في تراجم رجال شرح الأزهار ١ / ٢٢. وتوضيح المشتبه ٢ / ١٤٠.
(٢) محمد بن عبد الوهاب الجبائي ـ والد أبي هاشم ـ ولد سنة ٢٣٥ هو من متكلمي المعتزلة ، وإليه تنسب الطائفة الجبائية توفي سنة ٣٠٣ ه. له عناية في الرد على الفلاسفة والملحدة وتقرير العدل والتوحيد ، وله تفسير القرآن مائة جزء ، وشرح على مسند ابن أبي شيبة ، وجملة مصنفات أبي علي مائة ألف ورقة وخمسين ألف ورقة. ينظر طبقات المعتزلة ١٥٦ ، والأعلام للزركلي ٦ / ٢٥٦ ، وتراجم رجال شرح الأزهار للجنداري ١ / ٣٥. وتوضيح المشتبه ٢ / ١٤٠.
(٣) هو الإمام أبي محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، الملقب بالرسي لتمركزه في جبل الرس. وهو من أقمار العترة الرضية ، انتهت إليه الرئاسة في عصره وتميز بالفضل على أبناء دهره ، ولد سنة ١٧٠ ه. ودعا إلى الخلافة سنة ١٩٩ ه ، ولبث في دعاء الخلق إلى الله إلى أن توفي في جبل الرس. توفي سنة ٢٤٦ ه ، وفيه يقول الشاعر :
ولو أنه نادى المنادي بمكة |
|
ببطن منى فيمن تضم المواسم |
من السيد السباق في كل غاية؟ |
|
لقال جميع الناس : لا شك قاسم |
إمام من أبناء الأئمة قدمت |
|
له الشرف المعروف والمجد هاشم |
أبوه علي ذو الفضائل والنهى |
|
وآباؤه والأمهات الفواطم |
بنات رسول الله أكرم نسوة |
|
على الأرض والاباء شمّ خضارم ـ |