الأنصاري : يا رسول الله وإن شهد أن لا إله إلا الله وأنّك محمد رسول الله ، فقال : «يا جابر كلمة يحتجزون بها أن لا تسفك دماؤهم وأموالهم وأن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون» (١).
فصل : قال المنصور بالله عليهالسلام : وقد تواترت الأخبار أنه عليهالسلام أوّل الصحابة إيمانا كما ذكره في هذا الخبر. وصرّح في الخبر هذا أنّه أوفاهم بعهد الله ، فكان ذلك إشارة إلى أنه أولى بالامامة ؛ لأن الله سبحانه قد ذكرها بلفظ العهد في قوله تعالى لإبراهيم : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) [البقرة : ١٢٤] ؛ فجعل الإمامة عهدا ؛ فهو أوفى بأمانة الله. وتضمّن الخبر أنّ من آذى عليا فقد آذاه ، وقد ثبت أنّ أذاه [أي النبي] كفر بالإجماع. وقد صرّح في الخبر بأنه يحشر يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا ، ولا يحشر بهذه الصفة إلا المشركون ؛ فما ظنّك بمن حاربه وأجرى سبّه على المنابر وفي محاريب المساجد ما يكون اسمه غدا عند الله تعالى بعد خبر الصادق المصدوق؟!.
فضيلة حديث الإمارة
رواه ابن المغازلي الشافعي بإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب عليهالسلام : هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله» (٢).
__________________
(١) أي إنّ الشهادتين مع أذية علي لا تمنع الموذين إلا من سفك الدماء وأخذ الأموال وإعطاء الجزية ، وما عدا ذلك لا تنفع في شيء كالمنافق ، ويشهد لذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» المناقب لمحمد بن سليمان الكوفي ١ / ٥٤٨ رقم ٤٨٩.
(٢) المناقب ص ٧٢ رقم ١٢٥. والحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٩ ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. والخطيب في تاريخه ٤ / ٢١٩. والطبرسي ٣ / ٣٦١.