التفسير في مقاماته يوم بدر ، قالوا : وهي أول حرب شهدها أحصي له فيها خمس وأربعون من الجراح والقتل ، وقيل : بل سبعون. فسأل عنه (١) أبو جهل عبد الله بن مسعود ، فقال : هو علي بن أبي طالب ، فقال أبو جهل : هو الذي فعل الأفاعيل.
ومن مقاماته : أن المسلمين جعلوه في المنجنيق ورموا به إلى حصن ذات السلاسل ونزل على حائط الحصن ، وكان الحصن قد شدّ على حيطانه سلاسل ، فيها غرائر من تبن وقطن حتى لا يعمل فيه المنجنيق إذا رمي إليها الحجر فمرّ علي عليهالسلام في الهواء والتّرس تحت قدمه ، ونزل على الحائط ، وضرب السلاسل ضربة واحدة فقطعها وسقطت الغرائر وفتح الحصن. وقد قال في ذلك علماء شيعتنا إنّ عليا عليهالسلام شارك إبراهيم الخليل صلّى الله عليه (٢) في الرمي من المنجنيق إلا أنّ إبراهيم عليهالسلام رمي به مشدودا مكرها إلى النار ، ورمي بعلي ـ عليهالسلام ـ وهو مختار إلى السيوف ، وسلما جميعا صلوات الله عليهما. إلى غير ذلك من مقاماته نحو قتله لعامر بن الطفيل ، أحد الشياطين فأدرك منه ثأر المسلمين ، ونحو قتله الثقفي داهية العرب وشجاعها ، وسبيه لامرأته وأخذه لماله ، وقصته ظاهره (٣). وإحصاء مقاماته مما يكثر وهو مذكور في الكتب المبسوطة في هذا الشأن.
__________________
(١) في (ب) : منه.
(٢) في (ب) : صلوات الله عليهما.
(٣) كثيرا ما تنسج الخيالات والأساطير حول الأبطال ، ويطلق القصّاص أقلامهم حول سيرتهم ، والإمام علي من عجائب الزمان ولعل قصة رميه بالمنجنيق وقتله لعامر بن الطفيل والثقفي من هذا الباب ؛ لأنه لم يرم به ولا قتل عامرا ولا الثقفي ، مع أن الإمام المنصور عبد الله بن حمزة روى في الشافي ٣ / ١٩٩ أن عليّا عليهالسلام قتل أسد بن عويلم يوم الصوح. لكني لم أجد فيما تيسر من المراجع هذا الاسم ولا هذا اليوم والعلم لله وحده.