وروى الناصر للحق عليهالسلام أنّ أبا أيوب رحمهالله بعد قتال أهل البصرة دخل عليه جماعة من الصحابة ، فيهم عمار بن ياسر رحمهالله ، فقال أبو أيوب : لا ترونا أنّا سفكنا الدماء واستحللنا الأموال ـ يعني المأخوذة من البغاة ـ بغير أمر أمرنا به ؛ فنحن إذن لا على شيء ، ولكنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمرنا بقتال ثلاثة : النّاكثين والقاسطين والمارقين ؛ فأما الناكثون فقد كفاناهم الله ؛ طلحة والزبير وأشياعهما. وأما القاسطون فقد أوجهنا إليهم إن شاء الله : معاوية وأهل الشام ؛ وأما المارقون فو الله ما رأيتهم بعد ، ولكنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حدثنا أنّ قوما يخرجون بطرقات أرض يقال لها : النهروان ، فقلت : يا رسول الله أمرتنا أن نقاتل هؤلاء مع من؟ قال : مع علي بن أبي طالب ، فسرنا هذا المسير بأمر الله وأمر رسوله (١). وروينا عن الحاكم رحمهالله ما رفعه بإسناده إلى سعيد بن جبير رحمهالله أنه قال : كان مع علي عليهالسلام يوم صفين ثمانمائة من الأنصار وتسعمائة ممن بايع تحت الشجرة. وروينا عن الحاكم رحمهالله ما رفعه بإسناده إلى الحكم بن عتيبة (٢) أنه قال : شهد مع علي عليهالسلام يوم صفين ثمانون بدريّا ، وكان معه سيد التابعين أويس القرني (٣). وروى أن عسكر علي عليهالسلام في صفين كانوا تسعين ألفا ، وكان عسكر معاوية مائة وعشرين ألفا.
__________________
(١) أخرج الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٠ عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعلي بن أبي طالب : تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالشعفات ، قال أبو أيوب : قلت : مع من يا رسول الله نقاتل هؤلاء؟ قال : مع علي بن أبي طالب.
(٢) هو عالم أهل الكوفة ، ولد نحو سنة ٤٦ ه. ومات سنة ١٥. سير النبلاء ٥ / ٢٠٨.
(٣) ابن الأثير ٣ / ١٦٥. وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٢ ذكر أنه قتل مع علي في صفين.