يخبرني عن الله أنّ ابنيّ : الحسن والحسين في حظيرة لبني النجار ، وقد وكّل الله بهما ملكا من الملائكة جعل أحد جناحيه تحتهما وأظلّهما بالآخر» ، ثم قال لأصحابه : «قوموا ننظر إليهما على هذه الصفة» ؛ فأتاهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ودخلها فوجدهما نائمين والملك موكل بهما ، فانكبّ عليهما يقبّلهما وبكى فرحا ممّا رآهما عليه ، ثم أيقظهما فحمل الحسن على عاتقه الايمن والحسين على عاتقه الأيسر ؛ فلما خرج من الحظيرة اعترضه أبو بكر ؛ فقال يا رسول الله : أعطني أحد الغلامين أحمله عنك فقال : «يا أبا بكر نعم الحامل والمحمول ، وأبو هما خير منهما». فاعترضه عمر بمثل قول أبي بكر فأجابه بمثل جوابه ، وقال : «والله لأشرّفنّهما كما شرّفهما الله». والقصة طويلة والغرض الاختصار.
وفي بعض الأخبار «فنعم المطية مطيتهما ، ونعم الراكبان هما ، وأبو هما خير منهما» (١) ، فقال : في ذلك السيد الحميري من قصيدة له في أهل البيت (ع) :
أتى حسنا والحسين الرسو |
|
ل وقد برزا ضحوة يلعبان |
فضمّهما وتفدّاهما |
|
وكانا لديه بذاك المكان |
ومرّا وتحتهما منكبا |
|
ه فنعم المطية والرّاكبان |
ومن فضائلهما : ما رويناه من كتاب المصابيح ، وهو أنّ جبريل عليهالسلام كان يأتي منزل فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فإذا ارتفع ضرب بجناحه فتنافرت (٢) زغب (٣) ريشه فكانت فاطمة (ع) تأخذه فتجمعه وتعجنه بعرق
__________________
(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٣ / ٦٥ رقم ٢٦٧٧. وفي ذخائر العقبى ص ١٣٠. ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٢.
(٢) في (ب) : فتناثر.
(٣) الزغب : الشعيرات الصّفر على رأس الفرخ. المصباح ص ٢٧٢.