أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت ، فما أمرتكم به من طاعة الله فحقّ عليكم من (١) طاعتي فيما أحببتم وكرهتم ، وما أمرتكم به من معصية الله أنا أو غيري فلا طاعة لأحد في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف (٢).
وروينا أن جماعة جاءوا إلى علي عليهالسلام وقالوا : هو ربّهم فقال : لا. فاستتابهم فأبوا ؛ فضرب أعناقهم وحرّقهم ، ولمّا همّ بإحراقهم وتوعّدهم بالحريق بالنار ، قالوا : عرفنا أنك ربّنا ؛ لأنه لا يعاقب بالنار إلا الله ، فضرب أعناقهم وحرّقهم (٣). وأنشأ يقول :
إني إذا رأيت أمرا منكرا |
|
أوقدت ناري ودعوت قنبرا (٤) |
فأما الذين كفّروه فهم علماء الخوارج.
ومنها : ما رواه أبو ذر ، وجابر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، قد سبّح الله يمنة العرش قبل أن خلق الله آدم بألفي عام ، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه. ولقد (٥) سكن آدم الجنة ونحن في صلبه ، ولقد همّ بالخطيئة ونحن في صلبه. ولقد ركب نوح في السفينة ونحن في صلبه ، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل
__________________
(١) في (ب) : من ، مشطوبة بعد ثبوتها.
(٢) ابن المغازلي ١ / ٦٤ ، رقم ١٠٤. والحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٣. والمحب الطبري في ذخائره ص ٩٢. وأحمد بن حنبل ١ / ٣٣٦ رقم ١٧٧٦ ، ورقم ١٣٧٧. وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٩٢. قال محمد بن إسماعيل الأمير :
وبعيسى صح فيه مثل |
|
فسعيدا عدّ منهم وشقيّا |
(٣) ذخائر العقبى ص ٩٣. والاعتصام ٥ / ١٣٨. أنه أحرق زنادقه. وكذلك قضاء الإمام علي ص ٢٣٧.
(٤) بعضهم يروي البيت : لمّا رأيت الأمر أمرا منكرا .. إلخ. وقنبر : عبد الإمام علي.
(٥) في (ب) : وقد.