وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه خطب خطبة بليغة بالكوفة اشتملت على أمور كثيرة وذكر فيها خروج الشيخ ، وأنه يخرج نحو الديلم من جبال طبرستان (١).
وروينا من خطبته عليهالسلام يوم النهروان قوله : وظهر العلم الأحمر ، والراية الصفراء من أرض جيلان ، والشيخ الأصمّ مع أقوام مستضعفين. ثم قال : تلك راية يسير بها رجل من ولدي اسمه اسم ابني يظهر الحق. وإنما أراد بقوله : اسم ابني يعني : الحسن بن علي (ع). وإنما قال : الأصم ؛ لأنّ أعداء الله تعالى هجموا عليه في داره وقد ظهر عليهم أنّه يريد الخروج عليهم وأنه قد أجابه قوم ، فقبضوه وسألوه عمن قد أجابه ، ووعدوه التخلية عن سبيله إن هو أخبرهم بمن قد أجابه ، فأبى أن يخبرهم فضربوه ثلاثمائة سوط ، بعد أن ضربوه خمسين سوطا قبل ذلك ، وهو لا يخبرهم مع ذلك حتى سقط كالميت ، والدّم يخرج من إحدى أذنيه ، ويدخل إلى الأخرى ، فتجمّد فيها ، فأصابه الطّرش لذلك مع أنه كان يسمع إذا جهر له ، ويجيب المتعلمين والسائلين عن مسائلهم.
ومن جملة ما ورد من البشارات بالناصر للحق عليهالسلام ما أنزل الله تعالى في كتاب دانيال (٢) ، فإنّ فيه : أنّ الشيخ الأصمّ يخرج في بلد يقال لها : ديلمان ، ويكابد من أصحابه وأعدائه جميعا ما لا يقادر قدره ، ولكنّ عاقبته محمودة (٣).
__________________
(١) الحدائق الوردية ٢ / ٢٩.
(٢) دانيال : اسم نبي من أنبياء بني إسرائيل. وكتابه منزل من عند الله سبحانه وتعالى.
(٣) الشافي ١ / ٣٠٩. وأخبار الأئمة الزيدية ص ٢١٣.