يزدادوا لكم إلا حبّا» (١). وقوله : وخلقت شيعتكم منكم فيه توسّع ومجاز ، وذلك لتشبّههم (٢) بهم ، واحتذائهم بسيرتهم ، ودخولهم في ملّتهم ؛ ولأنهم لم يتّبعوا إلا أهل البيت (ع) الذين قد شهد الكتاب ببراءتهم من رجس المعاصي في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] والذين شهد لهم الرسول بالعدالة في قوله : «إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وغير ذلك من الأدلة الدالة على وجوب اتّباع العترة الطاهرة ، فكان ذلك دليلا على فضل شيعتهم وأتباعهم ، وقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «تختّموا بالعقيق فإنّه أوّل حجر شهد لله تعالى بالوحدانية ، ولي بالنّبوة ، ولعليّ بالوصية ، ولأهل بيته بالإمامة ولشيعته بالجنّة» (٣). وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «يا عليّ إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب وجوههم كالقمر في ليلة البدر ، وقد فرّجت عنهم الشدائد ، وسهّلت لهم الموارد ، وأعطوا الأمن والأمان ، وارتفعت عنهم الأحزان يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، شرك نعالهم تتلألأ نورا ، على نوق بيض لها أجنحة قد ذلّلت من غير مهانة ، ونجبت (٤) من غير رياضة ، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير ؛
__________________
(١) هذا جزء من حديث ذكر في الشافي ١ / ١٧٨. ومسند الإمام زيد ص ٤٠٦.
(٢) في (ب) : لتشبيههم.
(٣) المناقب للكوفي ١ / ٥٥. وابن المغازلي ص ١٧٩ رقم ٣٢٦. والعمدة لابن البطريق ص ٤٣٨.
(٤) هكذا ضبطت في الأصل ، والقياس «نجبت» مثل ظرفت. المختار ص ٦٤٥.