على ما لا نهاية له ؛ لأنّه لا اختصاص لذاته ولا لما هو عليه في ذاته من صفاته الواجبة بجنس من المقدورات دون جنس ، ولا بقدر من الأجناس دون قدر على نحو ما مضى بيانه في كونه عالما.
وإنّما المخصّص لكون الواحد منّا قادرا على البعض دون البعض هو القدرة ، فإن الواحد منّا قادر بقدرة محدثة ، محدثها الله تعالى. والقدرة تحصي (١) مقدورها في الجنس والعدد.
أمّا الجنس فعشرة أجناس : خمسة من أفعال القلوب : وهي الاعتقادات ، والإرادات ، والكراهات ، والظنون ، والأفكار. وخمسة من أفعال الجوارح : وهي الأكوان ، والاعتمادات ، والتأليفات (٢) ، والأصوات ، والآلام.
والذي يدلّ على ذلك أنّ الواحد منّا لو دعاه أوفر داع إلى إيجاد ما عداها من الأعراض لتعذّر عليه إيجاده على كل حال من الأحوال ، وفي كل وقت من الأوقات.
وأما حصرها له في العدد ؛ فلأنّ القدرة لا تتعلق (٣) في الوقت الواحد في
__________________
(١) في (أ) ، (ج) : تحصر. و (د) ، (ب) : يحصر. و (ه) : حصر.
(٢) ينظر الكلام على هذه الأجناس في رياضة الأفهام للإمام المهدي في مقدمة البحر الزخار. الاعتقادات : مثل الجنة حق ونحوه. والإرادات : يريد الشرب ونحوه. والكراهات : كراهة الروائح المنتنة. والظنون : الظن واليقين والوهم والشك. والأفكار : سنحت فكرة. والأكوان : يفعل أو لا يفعل. ينظر أو لا ينظر. والاعتمادات : كالساكن لا يخرج من السكون إلى الحركة إلا بواسطة ؛ لأنه لا يمكن التقاء النقيضين في جزء فيقال فيه : متحرك ساكن ؛ فافترضوا شيئا ينقل الشيء إلى صفة وسموه الاعتماد ، وهذا أوضح وجوه معنى الاعتماد. والتأليفات : الجمع بين شيئين ؛ فكل شيء كان متفرقا ثم اجتمع كذرات الكون.
(٣) في (ب) فلأنّ حدّ القدرة لا يتعلق.