حتى فرّق بينهم ، ثم قال ألا إن الملاعبة بهذه قمار (١) ـ كأكل لحم الخنزير ، والملاعبة بها غير قمار ـ كالمتلطخ بشحم الخنزير. ثم قال علي عليهالسلام : هذه كانت ميسر العجم ، والقداح كانت ميسر العرب ، والشطرنج مثل النرد (٢).
ومنها اللعب بالشطرنج : عن علي عليهالسلام أنه مر على قوم يلعبون بالشطرنج ، فأمر رجلا من فرسانه فحرق رقعتها ، وأمر بكل رجل منهم فعقل له رجلا وأقامه عليها ، فقالوا لا نعود ، فقال : وإن عدتم عدنا (٣). وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من لعب بالشطرنج فقد عصى الله ورسوله» (٤). وروي واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ، لا ينظر الله فيها إلى صاحب الشاة» (٥). يعني الشطرنج ، ويريد بالنظرة الرحمة. وروي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم مرّ بقوم يلعبون بالشطرنج فقال : «ما هذه الصور؟ ألم أنه عن هذه ، ألا لعنة الله على من لعب بها» (٦).
وعن سمرة بن جندب أنه قال : كنت ألعب بالشطرنج فمر بي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يسلّم عليّ ، ومر بقوم يلعبون بالشطرنج ؛ فقال ـ ولم يسلّم عليهم ـ :
__________________
صلاة» ، والنرد من جملة الميسر.
(١) في هامش (ب) : قمارا وهو الأولى لتنصب على الحال. وخبر إنّ كأكل لحم الخنزير.
(٢) المجموع ص ٤٢٠. ورأب الصدع ٣ / ١٥٧٣.
(٣) الأحكام ج ٢. ورأب الصدع ٣ / ١٥٨٨. والحاكم في السفينة ٣ / ١٢٠.
(٤) القرطبي ٨ / ٢١٦.
(٥) كنز العمال ١٤ / ٢١٨ رقم ٤٠٦١٤ ، وعزاه إلى الديلمي. والعلل المتناهية ٢ / ٧٨٣.
(٦) الحاكم في السفينة بلفظه ٣ / ١٢٠. والعلل والمتناهية ٢ / ٧٧٣ بلفظ : ما هذي الكوبة ألم أنه.