وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عشرة من أفعال قوم لوط فاحذروهن وذكر فيها الصفير». فحذر (١) صلىاللهعليهوآله من أفعال الكافرين ، وهم قوم لوط عليهالسلام ؛ ولأن الله سبحانه قد عاب الصفير والتصفيق على الكافرين ووبخهم به ، فكيف لا يعيبه على المسلمين؟ وقد قال سبحانه : (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) [القلم : ٣٥] ، وقال تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) [السجدة : ١٨] ، ولأن ذلك من جملة اللعب واللهو ، وقد قال الله سبحانه : (اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) [الأعراف : ٥١].
فاحذر أيها المسترشد أن تغتر بأقوال الصوفية ، أو تنخدع بزخارف الحشوية ، أو أن تصطادك حبائل الأشعرية ، أو أن تستمسك بمعاذير القدرية الجبرية ؛ فترمي بنفسك في كل بلية ، وتوقعها في الظلمات السفلية ، حيث لم ترتع في رياض العدليّة ، واطّرحت الأدلة العقلية ، والآثار النبوية ، والسّير (٢) والأحكام الصحابية.
وقد أوقفناك أيام وصلنا إلى تلك الجهات على إبطال مذاهبهم ، إذ قطعنا بمحضرك من ناظرنا منهم ، وتصدينا لابن الأسدي فاختفى منا ، ولم يقدر على مواجهتنا ، وخشي أن نفضحه على أعيان الملا ، وأن نبين عوار (٣) مذهبه الذي اختدع به الجهلاء ، ولو علم صحة قوله ، وقوة حوله ـ لحضر وناظر ، ولأقدم وما
__________________
(١) في (ب) : النبي.
(٢) في (ب) : والسنن.
(٣) في (ب) : أعوار.