وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى» ، فكما أنه لم ينج من أمة نوح إلا من ركب في السفينة كذلك لا ينجو من أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا من تمسك بأهل بيته ، واستن بأفعالهم ونسج على منوالهم.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبدا (١) : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللّطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» ، فكما أنّ من تمسّك بالكتاب ، وفعل بما يقتضيه ـ فإنه لا يضلّ كذلك لا يضل عن الصواب والهدى من تمسّك بأهل الكساء وأبنائهم العلماء ، السادة (٢) الحكماء ، أعلام الهدى ، ومصابيح الدّجى ، وحياة الورى ، أئمة أهل الدّنيا ، وشفعاء أهل الأخرى ، الذين بهم يفتح ويختم ، وينقض ويبرم ، ويوصل ويضرم ، ويخمد ويضرم ، ويهان ويكرم. قال جدي المنتصر لدين الله محمد بن الإمام المختار لدين الله (ع) (٣) في أبيات له :
فما إن زال أوّلنا نبيّا |
|
ولا ينفكّ آخرنا إماما |
يصلّي كلّ محتلم علينا |
|
إذا صلّى ويتبعها السّلاما |
فحسبك مفخرا أنّا جعلنا |
|
لكلّ هدى ومفترض تماما |
وقال المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) في أبيات له :
__________________
(١) في (ب) : من بعدي أبدا.
(٢) في (ب) : السادات.
(٣) والمختار هو القاسم ابن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي يحيى عليهمالسلام ، وهو الذي ثأر لأبيه من قاتليه ، فقتلهم وشفى الغليل ، وقال بعد أن قتلهم القصيدة المعروفة بالحماسة الهاشمية والشجاعة العلوية ، منها هذه الأبيات التي ذكرها المؤلف. ت ٣٦٩ ه. ينظر التحف شرح الزلف ص ١٩٩.