مواضع : أحدهما : في بيان معاني العرش في اللغة. والثاني : في بيان معانى الاستواء في اللغة. والثالث : في بيان معنى الآية.
أما الموضع الأول : وهو في ذكر معاني العرش في اللغة (١)
فهي أمور (٢) : أحدها السرير (٣). قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) [غافر : ٧] وقال تعالى : (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) [النمل : ٢٣] يريد بذلك السرير. وذكر المفسرون في سرير بلقيس أنه سرير ضخم حسن ، كان مقدّمه من ذهب ، مرصع بالياقوت الأحمر ، والزمرد الأخضر ، ومؤخّره من فضة ، مكلل بألوان الجواهر. وقيل : كان ثلاثين ذراعا في مثلها ، وارتفاعه من الأرض مثلها (٤). وثانيها : البناء (٥) ، قال الله تعالى : (فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) [الحج : ٤٥]. قال بعض المفسرين : خالية عن أهلها على ما فيها من البناء. وثالثها : كلّ ما يستظل به. يقال : خيّم القوم وعرّشوا. ومنه العرش عرش الكرم [العنب] (٦). قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) [الأنعام : ١٤١]. ومنه يقال للبناء المبني : عريش ، قال تعالى : (وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) ، [الأعراف : ١٣٧]. أي يسقفون من القصور والبيوت وغيرها.
ورابعها : أنه ينطلق اسم العرش على السقف. قال تعالى : (فَكَأَيِّنْ مِنْ
__________________
(١) تاج العروس ٩ / ١٣٧ وما بعدها.
(٢) في (ب) : فهو أمور.
(٣) ينظر الدر المنثور ٥ / ١٩٩. وتفسير الماوردي ٤ / ٢٠٤. ومجمع البيان ٧ / ٣٧٧.
(٤) ينظر الطبرسي ٧ / ٣٧٧.
(٥) الدر المنثور : ٤ / ٦٥٨ ، الفخر الرازي مج ١٢ ج ٢٣ ص ٤٥.
(٦) معاني القرآن للفراء ١ / ٣٥٨.