وكّلت بكل جبار عنيد ، ومن ادّعى مع الله إلها آخر ، وبالمصورين» (١).
وعن علي أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : اللهم إني أوحّدك ولا أحدّك ، وأعبدك ولا أمثّلك ، وأعرفك ولا أصوّرك ، وأعبدك ولا أكيّفك ، وأشاهدك ولا أشبّهك (٢). وسئل عن التوحيد ما هو؟ فقال عليهالسلام : استقامة القلب بإثبات (٣) مفارقة التعطيل ، وإنكار التشبيه. وعنه عليهالسلام أنه قال : اتّقوا أن تمثّلوا الرب بشيء ، لا مثل له ، أو تشبّهوه بشيء من خلقه ، فإنّ لمن فعل ذلك نارا لا تطفأ أبدا. وعن وهب بن منبه (٤) وعكرمة قالا : جاء نجدة الحروري (٥) إلى عبد الله بن العباس رضى الله عنه فقال : يا ابن عباس كيف معرفتك بربك؟ فإنّ من قبلنا اختلفوا علينا فقال : أعرفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية ، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة. لا يعرف بالحواسّ ، ولا يقاس بالناس ، معروف بغير شبيه ، متدان في بعده بلا نظير ، لا تدرك ديمومته ، ولا يمثّل بخليقته .. إلى آخر كلامه (٦).
__________________
(١) أحمد بن حنبل ٣ / ٢٣٥ برقم ٨٤٣٨ ، ٤ / ٨٠ برقم ١١٣٥٤.
(٢) أخرج في النهج ص ٤٣٩ رقم ١٨٤ : ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقته أصاب من مثّله ، ولا إياه عني من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه.
(٣) في (ب) : بإيثار.
(٤) الأنباوي الصنعاني ، ولد بصنعاء سنة ٣٤ ه ، مؤرخ كثير الأخبار ، ولا سيما في الإسرائيليات ، ولاه عمر بن عبد العزيز قضاء صنعاء ، توفي سنة ١١٤ ه وقيل غير ذلك. وله ذكر الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم ، وقصص الأنبياء ، وقصص الأخيار. ينظر الأعلام ٨ / ١٢٦.
(٥) ابن عامر الحنفي ، ولد سنة ٣٦ ه ، من رءوس الخوارج ، وكان من أصحاب نافع بن الأزرق ثم تركه وبايعه أصحابه ، توفي سنة ٦٩ ه ، وإليه تنسب النجدية. ينظر الأعلام ٨ / ١٠.
(٦) النهج ص ٤٢٦. رقم ١٨٠. بما يوافق كلام ابن عباس.