ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف : ٦٥] ، ثم قال : (وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الأعراف : ٦٧] ، أثبت التوحيد ثم النبوة ، وأما صالح بعده قال : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف : ٧٣] ، ثم قال : (قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) [الأعراف : ٧٣] ، وأما لوط فإنه كان يدعو الناس بدعوة الخليل ، وما جرى بينه وبين قومه عبدة الأوثان والكواكب من أظهر ما يتصور وقال : (قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) [الصافات : ٩٥ ، ٩٦] وقال : (لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً) [الأنعام : ٧٤] ، (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً) [مريم : ٤٢] ، ثم أثبت الرسالة فقال : (يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا) [مريم : ٤٣] ، وكانت الدعوة جارية على لسان أولاده إلى زمن موسى عليهالسلام وكان من شأنه مع فرعون ما كان إذ قال له فرعون (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ٢٣](فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) [طه : ٤٩] ، حتى حقق عليه التوحيد بتعريف وحدانيته استدلالا من أفعاله عليه في جواب وما رب العالمين قال : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ٢٣](قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) [الشعراء : ٢٤] ، وفي جواب (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) ٤٩ (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُثُمَّ هَدى) [طه : ٤٩ ، ٥٠] ، ثم قال بعد ما قرر التوحيد (إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) [الأعراف : ١٠٤] ، فمن كان منكرا للتوحيد وجبت البداية معه بإثباته ومن كان مقرا به وجبت به البداية مع بإثبات النبوة كحال عيسى مع بني إسرائيل إذ قال : (قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [الأعراف : ١٠٥] ، ولما كانت دعوة سيد البشر محمدصلىاللهعليهوسلم أكمل ورسالته أرفع وأجل كان يبتدئ تارة مع عبدة الأصنام بإثبات التوحيد ، ثم بالنبوة (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) [البقرة : ٢١] ، أثبت احتياجهم ضرورة إلى فاطر وشاركهم في