فيتصف المعدوم بالوجود.
وأيضا فالموصوف بالإمكان إما الوجود ، أو الماهية أو الموصوفية وأيا ما كان أضيف الشيء إلى نفسه بالإمكان إن كان مفردا ويعود البحث إن كان مركبا.
إن الماهية لا تخلو عن الوجود والعدم وهي مع أحدهما تنافي الآخر وإمكانه.
وقد يقرر بأن الممكن إن حضر سببه وجب ، وإلا امتنع.
لا يقال : قبول الماهية مع الشيء غير قبولها مفردة ، لأنا نقول : شرطه الخلو عن المنافي ولا تخلو.
ولقائل أن يقول : تخلو في الذهن.
إنه ليس عدميا لأنه نقيض اللاإمكان ولا وجوديا وإلا فاتصاف ماهيته بوجوده فأما واجب وجوده كذلك لأنه شرطه.
ولقائل أن يقول : ينقطع عند عدم اعتبار ماهيته ، لأنها معه ليست إمكانا وهي كونها إمكانا لا تعتبر.
لا يقال : ثابتة في الذهن لأنا نقول : إن طابق الخارج صح كلامنا وإلا فلا يعتبر ولأن الممكن غير الذهن فلا يحصل وصفه فيه ، إلا أن يقال العلم به وليس كلامنا فيه.
قلنا : ضروري والتشكيك فيه لا جواب عنه كشبه السوفسطائية.
خواص الواجب
إنه لا يجب لغيره وإلا ارتفع بارتفاعه وما بالذات لا يرتفع.
إنه لا جزء له وإلا احتاج إليه فيكون ممكنا.
إنه ليس جزءا لغيره لأنه لا علاقة له به.
إن وجوده ذاته ، وإلا فإن استغنى عنها فليس بصفة ، وإلا فله مؤثر وليس غيرها وإلا كان ممكنا ولا هي لأنه حال التأثير موجودة ضرورة إذ العدم لا يؤثر وإلا بطل العلم بوجود الصانع فأما به فهو شرط نفسه أو بغيره فتوجد مرتين ويعود البحث فيه.
واعترض : تؤثر من حيث هي كقبول الممكنة.
ولقائل أن يفرق بين الفاعل والمقابل.
وعورض : والصحيح أن معلوم لا ماهيته.
ولقائل أن يقول : ذلك المعلوم في الذهن.
إن وجوبه ليس زائدا وإلا فإن تبع الوجود كان ممكنا فالواجب أولى وأيضا فقبله وجوب آخر لا إلى أول.