عنها من الإلهيات والماورائيات ... في حين نرى نصير الدين الطوسي يكرس جهوده ، ويخص الجانب الأكبر من فلسفته بالسير على نهج ابن سينا وإخوان الصفا ... وهذا يفسر ويؤكد عدم ارتباطه بالمدرسة الشيعية الاثني عشرية وكما ذكرنا فإن هذا الارتباط كان سياسيا أكثر ما هو عقائديا وقد فرضته الظروف الاستثنائية التي اقتضتها سياسة المغول وقائدهم هولاكو»!!! (١).
أو ما استفاده د. هاني فرحات من تغيير ديباجة أخلاق ناصري بعد إعلان تشيعه ، «ما يدفعنا إلى القول بأنه كان فعلا يستخدم التقية معهم (الإسماعيلية) (٢)». فهذه وأمثالها كثير لم أجد أنها ترتفع عن إثبات شيء إلى حد نفي الآخر فالذي أثبت متابعة النصير لابن سينا في الفلسفة يقصر عن نفي تشيعه للمذهب الاثنا عشري المعلن بصورة عامة. والذي يثبت هذا التشيع لا يستطيع أن ينفي كونه كان على مذهب الإسماعيلية فترة لمجرد أن والده الذي لم يعش ليرعاه إلا فترة قصيرة كان على المذهب الاثنا عشري. وفتش تر صدق ما نقول وإلى الآن وحده فيما قرأت العلّامة الشيخ عبد الله نعمة كما أشرت من بين علماء الاثني عشرية الذين تعرضوا للموضوع لم يستبعد أن النصير كان على مذهب الإسماعيلية قبل ١٤ شوال ٦٥٤ ه وهذا لا يمنع استغراب الدكتور عبد الأمير الأعسم الذي حاول الدكتور فرحات دفعه به.
بعد هذه المقدمة يرد السؤال عن جديدنا والجواب أن قراءة
__________________
(١) نصير الدين الطوسي في مرابع ابن سينا. ص ٧٩.
(٢) مجلة العرفان العدد ٤ و ٥ من المجلد ٧٢ ، الخواجة نصير الدين الطوسي (٣).